يحتم حلول فصل الشتاء والطقس البارد على العائلات الجزائرية الاستعانة بالمدفآت دون علم هؤلاء بأنها ستكون سبب وفاتهم ، إذ تعرف أسواق الأدوات الكهرومنزلية انتعاشا كبيرا وملحوظا خصوصا محلات بيع المدفآت التي تكون الأكثر إقبالا ،هذه المدفآت غالبا ماتكون غير مجهزة بمداخن مما ينتج عنه ارتفاع في حوادث الاختناقات بأول أكسيد الكربون في ظل وجود تجار بدون أي وازع أخلاقي ومستهلكين غير واعين في ظل غياب الرقابة. تخطف مدفئات الموت العديد من الأرواح يوميا لعدم توفرها على المداخن التي تعد ضرورية لإخراج الغازات المحروقة أول أكسيد الكربون المسبب للاختناق المميت. إذ تسجل مصالح الحماية المدنية يوميا حالات اختناق وموت في جميع الولايات، على مرأى ومسمع المعنيين. منتجات مقلدة قادمة من الصين وأخرى من تركيا... والتي عادة لا تستوفي على المعايير المطلوبة خصوصا إذا كانت المدفئات بدون فتحات والتي تباع تحت الطاولة، ويفضل العديد من التجار المجازفة بسلعتهم ويبيعونها بصورة عادية وفي أسواق معروفة بالجزائر كسوق الحميز والعلمة بسطيف ،وباريقو بمعسكر وغيرها على الرغم من أنهم يدركون خطر هذه المعدات. وفي هذا السياق كانت أخر حصيلة تم تسجيلها في الوسط،حيث لقي 3 أشخاص ببلدية أمجدل بولاية المسيلة حتفهم صباح أمس اختناقا بغاز أول أوكسيد الكربون. الضحايا من عائلة واحدة "أب وابناه الشابان" كانوا يستعملون مدفئة غير موصولة بمدخنة مما أدى إلى استنشاقهم لغاز أول أوكسيد الكربون واختناقهم. وأضاف أقارب للعائلة أن الضحايا نقلهم أعوان الحماية المدينة إلى العيادة متعددة الخدمات لبلدية أمجدل في الوقت الذي تم فيه فتح تحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذا الحادث. لتضاف الحصيلة لحالات سابقة تم تسجيلها حيث هلك 11 شخصا اختناقا بالغاز فيما تم إنقاذ أكثر من 69 آخر بولاية باتنة منذ مطلع السنة الجارية حسب ما أفادت مصالح الحماية المدنية أغلب هذه الاختناقات تعود بالدرجة الأولى إلى استنشاق غاز أول أوكسيد الكربون الذي يعرف بالقاتل الصامت حيث سجلت ولاية باتنة خلال شهر أكتوبر الماضي وحده 7 حوادث تم خلالها إنقاذ 16 شخصا من الموت وأشارت مصالح الحماية المدنية، إلى أنه تم تسجيل 11 حالة اختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون منذ بداية سنة 2013 بولاية المدية دون تسجيل وفيات في صفوف الأشخاص الذين تعرضوا لهذا الغاز السام ولم تستثني حالات الاختناق المدارس التربوية حيث تم إنقاذ 6 تلاميذ من الطور الابتدائي بتيسمسيلت من موت محقق الشهر الحالي بعد استنشاقهم لغاز أول أكسيد الكربون بداخل قسمهم،. وتدخل أعوان الحماية المدنية لنقل هؤلاء التلاميذ الذين يدرسون في السنة الثالثة بالمدرسة الابتدائية "الجزائر" بعاصمة الولاية إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بالمؤسسة العمومية الاستشفائية للمدينة، وفق المصدر نفسه. ويعود سبب الحادثة إلى انسداد أنبوب خروج الغازات المنبعثة من المدفأة، مما نتج عنه تسرب غاز أول أوكسيد الكربون إلى داخل القسم وتظل هذه مجرد حالات فقط ونقطة في بحر حيث تتعدد الأماكن والمجرم واحد وفي هذا الإطار تظل الوقاية ضرورية ويبقى التحسيس الحل الوحيد.