لم يفوت قادة الأفلان الذي يعد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رئيسا شرفيا لها، و على رأسهم الأمين العام عمار سعيداني فرصة نعي الجوهرة السمراء نيلسون مندلا بكونه قائدا و رمزا للحركات التحررية بتذكير فرنسا بضرورة إعطاء الصورة الحقيقية عن الثورة الجزائرية و الثوار الجزائريين وبعدم تزييف الحقائق، وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من مغادرة الوفد الحكومي الفرنسي الأراضي الجزائرية في اشارة و على لسان حزب السلطة بأن الملفات التاريخية لم تطوى بعد بين البلدين و أن الجزائر لن تفرط في شيء من أمجاد ثورتها.أكد السفير الجزائري السابق بجنوب افريقيا نور دين جودي في الكلمة التي ألقاها في نعي الرئيس الراحل نلسون مندلا بمقر حزب جبهة التحرير الوطني على أن الجزائر لن تفرط في شيء من تاريخها الذي هو محض تستر و تزوير من قبل فرنسا، و هو الشأن الذي ثمنته اطارات الحزب و كذا مناضليه بإبداء التجاوب مع كلمات جودي و عباراته، بشيء من هزات الرأس و التصفيق و حتى بعض الهمسات و الكلمات، ضاربا المثل بما حدث معه من أكاذيب و إشاعات تاريخية التي تقول أنه من استقبل مندلا شخصيا و قال " لما وصلت لمكان تدريب نيلسون مندلا طلب مني أعضاء جبهة التحرير الوطني أن أكون مترجما لنلسون بكوني أتقن الانجليزية" و نفى بذلك أن يكون أول شخص التقى به بل جملة مجاهدي الجبهة، و هي الحقيقة التي أبا الأفلان أن يطرحها عشية مغادرة الوفد الحكومي الفرنسي الأراضي الجزائرية، فبرغم من تثمين تحسن العلاقات بين البلدين إلا أنه تبقى غصة تزيف الحقائق التاريخية، و كذا التسميات التي ترفض فرنسا الاعتراف بها، و بذا يكون حزب السلطة قد قالها علنيا أن الجزائر ستتعامل مع فرنسا اقتصاديا و اجتماعيا و في عدة قطاعات على غرار الاتفاقيات الموقعة السبت الفارط في الزيارة الرسمية الخاصة التي أدها الوزير الأول الفرنسي جان مارك أيرو لثلاثة أيام تعبيرا عن إرادة الجزائروفرنسا في تعزيز تعاونهما الثنائي في شتى الميادين لا سيما الاقتصادي و التكنولوجي، إلا أن المسائل التاريخية تبقى عالقة بين البلدين من اعتراف بالجرائم و الحقائق التاريخية التي يشوهها الطرف الفرنسي وصولا الى الأرشيف.و أضاف جودي أنه يتوجب أن نرجع الى حقيقة التاريخ و هي حتمية لا مفر منها للمضي قدما فليس تحسن العلاقات بين الجزائر و فرنسا من ناحية التعاون يمكن إخفاء الحقيقة أ و يضيف "باعتباري شاهد عيان لبعض الأمور التي عايشتها شخصيا، على غرار لقائي بمندلا الذي تم تركيب قصة و سيناريو غير حقيقي أطالب بالحقيقة التاريخية التي تخفيها فرنسا"، و حث فرنسا على الاحتذاء به لتصفية الأجواء أكثر بين البلدين، و يقول "بعد 50 سنة يتوجب فتح ملف تاريخ فرنسا الاستعمارية في الجزائر"، و أضاف أن الإذاعات الغربية تحاول تزوير التاريخ في مكان تلقي نيلسون منديلا التدريب العسكري على الشاكلة التي زورت بها فرنسا الحقائق التاريخية، و لذا يتوجب على الإعلام الجزائري رفع اسم الجزائر و دورها المساند لجنوب افريقيا و كل الحركات التحررية في العالم بما فيها القضية الصحراوية و الفلسطينية، و بالمناسبة ذاتها قال سفير جنوب افريقيا بالجزائر أنه يفترض على البلدان الاتحاد لبناء عالم أفضل، معبرا في مداخلته عن احترامه للشعب الجزائري و لجبهة التحرير الوطني حاثا الشعبين إتباع خطى الراحل مندلا، في نضاله ضد العنف و العنصرية، ويؤكد في كلمته على تقارب الشعبين و يقول" تعلمت ألا أقول سلام للجزائريين لأن الجزائريين منا و فينا".