أوضحت مصادر إعلامية أمس ، في طرابلس بأن الهدوء عاد إلى محيط مقر المؤتمر الوطني العام (البرلمان) بعد اشتباكات وقعت بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وثوار ليبيا، في حين اتهم ثوار مدينة بنغازي (شرق البلاد) أطرافا خارجية بالإطاحة بثورة ليبيا. وفي الأثناء قدمت الحكومة مبادرة لإخراج البلاد من أزمتها الأخيرة.أكدت إنه من المنتظر أن تصل طلائع قوات درع ليبيا الوسطى إلى طرابلس لتنفيذ قرار رئيس المؤتمر الوطني نوري بوسهمين تكليف قوات الدروع بتأمين حماية العاصمة ومرافقها الحيوية.ومن جهتها كانت قوات تابعة لحفتر قد اقتحمت المؤتمر الوطني قبل أن تنسحب منه، واندلعت اشتباكات في طريق المطار وأحياء أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، وذلك بعد قصف طائرات موالية لحفتر مواقع لثوار بنغازي. وردا على ذلك، قال ثوار بنغازي إن قوى فقدت السلطة والمصالح الشخصية استعانت بقوى إقليمية من أجل الإطاحة بالثورة الليبية وإسقاط شرعية المؤتمر الوطني.كما جاء في بيان تلاه الثوار بمؤتمر صحفي أول أمس أن ما قام به من وصفوه بالقاتل حفتر يعد محاولة للانقلاب على الشرعية وسيتم التصدي له بكل الطرق، في حين أدان الثوار الاعتداء الذي استهدف المؤتمر الوطني العام واتهموا عناصر من كتائب العقيد الراحل معمر القذافي بتنفيذه، وعبروا عن رفضهم لكل أعمال العنف والاغتيالات التي تستهدف الضباط الليبيين الذي شاركوا في ثورة 17 فبراير.وأما رئاسة أركان الجيش الليبي فقالت إن ما تسمى القيادة العامة للجيش الوطني التي تعمل تحت إمرة حفتر هي كيان غير معترف به، وجاء ذلك بعد بث قنوات محلية تصريحات لعسكريين ليبيين تعلن تجميد عمل المؤتمر الوطني العام.ومن جهته أوضح قائد قوات الصاعقة الليبية العقيد ونيس بوخمادة انضمام قواته إلى صفوف العناصر الموالية للواء حفتر الذي يقول إنه يسعى لتطهير البلاد من المتشددين الإسلاميين، وقوات الصاعقة هي القوة الفضلى تدريبا في صفوف الجيش الليبي الناشئ، وكلفت منذ العام الماضي باستعادة الأمن في مدينة بنغازي عقب سلسلة تفجيرات استهدفت المدينة، غير أن القوة لم توفق في مهامها في ظل انتشار مجموعات متعددة من المسلحين.كما كان آمر قاعدة طبرق الجوية الليبية العقيد إبراهيم عبد ربه أعلن في وقت سابق انضمام القاعدة إلى ما يسمى الجيش الوطني الليبي التابع للواء حفتر.ومن جانبها، قدمت الحكومة الليبية المؤقتة ما وصفتها بمبادرة وطنية الى المؤتمر الوطني العام تقضي بأن يدخل المؤتمر في "إجازة برلمانية" حتى انتخاب برلمان جديد، كما دعت إلى التصويت على رئيس الحكومة الجديد في جلسة علنية بطريقة الاقتراع السري المباشر وفقا لقرار المؤتمر الوطني العام رقم 23، وفي حال فشل المؤتمر في ذلك تستمر الحكومة الحالية في تسيير الأعمال إلى حين انتخاب البرلمان المقبل، وطالبت المبادرة بالتمسك بالإعلان الدستوري المؤقت وشرعية الهيئات والمؤسسات الدستورية المنبثقة عنه، ونصت على تشكيل الحكومة لجنة وزارية للتواصل مع كل التشكيلات المسلحة للوصول إلى توافق وطني يرفض الاحتكام إلى السلاح.وأنها تضمنت المبادرة تأكيد الحكومة على أن قرارات وتكليفات القائد الأعلى للجيش الليبي ورئيس الأركان العامة يجب ألا تصدر إلا بعد التشاور والتوافق مع الحكومة.وفي ظل التوتر المتصاعد في ليبيا، قال الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الحبيب بن يحيى إن اجتماعا لوزراء خارجية الاتحاد سيعقد قريبا لبحث الأزمة، ومن جهتها دفعت الأزمة الحالية السعودية والإمارات إلى سحب بعثتيهما الدبلوماسية من ليبيا، وذلك بعد أيام من إجلاء الجزئر سفيرها وبعثتها الدبلوماسية من طرابلس. استنفار السفارات وأميركا تراقب بقلق: دفعت أعمال العنف التي تشهدها ليبيا منذ أيام العديد من البلدان إلى إغلاق قنصلياتها وسفاراتها في البلاد، بانتظار انتظام الوضع وعودة الأمن، فبعد أن عمدت السعودية إلى إغلاق سفارتها قامت تركيا بإغلاق قنصليتها. كما حذرت مصر رعاياها من السفر إلى ليبيا ومنعت دخول الليبيين، كذلك أعلنت الجزائر إغلاق حدودها مع ليبيا وسحبت عمال سوناطراك.وأما في آخر الاستنفارات القنصلية، أعلنت الولاياتالمتحدة أنها تتابع عن كثب تصاعد أعمال العنف في ليبيا، إلا أنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستغلق سفارتها في طرابلس أم لا، بحسب ما أوضح مسؤول أميركي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية "جنيفر بساكي": نحن قلقون جداً إزاء أعمال العنف التي وقعت نهاية الأسبوع في طرابلس وبنغازي"، ودعت كل الأطراف إلى الامتناع عن اللجوء إلى العنف، كما لم نتخذ أي قرارات حول إخراج طاقمنا من ليبيا، في حين أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري على اطلاع على الوضع وأن سلامة وأمن الرعايا وطواقم الأميركيين في الخارج أهم أولوياتنا. وأضافت إن الوضع على الأرض يمكن أن يتغير بسرعة وسنواصل تقييمه وتحديث موقفنا كيفما تقتضي الحاجة، وفي ذات السياق يذكر أن الولاياتالمتحدة تراقب الوضع عن كثب في ليبيا منذ مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين في هجوم في 2012 على القنصلية الأميركية في بنغازي. وقد أدى الحادث في حينه، إلى إغلاق القنصلية التي تعرضت لأضرار شديدة نتيجة حريق وتم تخفيض الطاقم الدبلوماسي في طرابلس إلى أدنى مستوى.ومن جهتها وصلت السفيرة الجديدة ديبرا جونز إلى ليبيا في أواسط 2013 وكتبت في تغريدة أنها في إجازة عائلية وتراقب الوضع في ليبيا بقلق وتصلي من أجل التوصل إلى حلول دائمة، وأما في المقابل، أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن السفيرة غادرت قبل أحداث نهاية الأسبوع، وأن السفارة تعمل بشكل طبيعي ولم يصدر أي أمر بالرحيل للدبلوماسيين.