أفادت مصادر إعلامية أمس، أن الفتى أحمد الحلبي “17 عاما” يشعر كما لو أنّه على وشك العثور على كنز ثمين، وهو يسير في شوارع قطاع غزة، متجها صوب مدرسته لاستلام شهادة الثانوية العامة “التوجيهي”.أكد الحلبي إنّه لا يكاد يُصدّق نفسه أنه نجا من الحرب الإسرائيلية، والقصف اليومي المتواصل، وأنه الآن يسير نحو مدرسته لاستلام شهادة تم الإعلان عن نتائجها منذ نحو شهر، كما سيكون آلاف الطلبة على موعد مع استلام شهاداتهم، كما أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، ومن جهتها قالت الوزارة في بيانٍ لها نسخًة عنه إنّ مديريات قطاع غزة ستفتح أبوابها وستقوم بتوزيع الشهادات على المدارس وتسليمها للطلبة، وعلى أنقاض البيوت المدمرة، استقبل أهالي قطاع غزة، في 15 من جويلية الماضي نتائج الثانوية العامة، كما قد غيّب العدوان الإسرائيلي ، وما خلّفته الغارات الحربيّة من مئات القتلى والجرحى، وتدمير لآلاف المنازل، مظاهر الاحتفال بنتائج امتحانات الثانوية العامة (توجيهي). كما لم يتمكن حتى اليوم الطلبة من استلام شهاداتهم، بفعل القصف اليومي، وعدم استقرار الأوضاع، ومن جهتها بدت شوارع قطاع غزة، مكتظة بآلاف الطلبة الذين توجهوا لاستلام شهاداتهم التي تؤهلهم للدراسة الجامعيّة، ويمنح إعلان التهدئة الإنسانية بين إسرائيل، وفصائل المقاومة الفلسطينية، سكان قطاع غزة الشعور بالأمان بمعاودة حياتهم العادية، والطبيعية، كما بدأ في أول ساعات أمس سريان تهدئة مؤقتة اقترحتها مصر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لمدة 72 ساعة، على أمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار عبر مفاوضات غير مباشرة في القاهرة، ومن جهتها قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها إن هذه الهدنة الجديدة تهدف إلى تهيئة الأجواء لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة، وإصلاح البنية التحتية، واستغلال تلك الهدنة في استئناف الجانبين للمفاوضات غير المباشرة بصورة فورية ومتواصلة، والعمل خلالها على التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم، ومنذ ساعات الصباح الأولى بدأت طوابير الفلسطينيين تصطف أمام المخابز، ومحال الصرافة، ومحطات مياه التحليّة، وفي كل مكان بإمكانه أن يمد السكان ب”الحياة” التي افتقدوا تفاصيلها في الساعات السابقة.وأصدرت سلطة النقد تعليماتها لجميع فروع المصارف العاملة في قطاع غزة، بمباشرة تقديم خدماتها المصرفية ، وقالت سلطة النقد في بيان إنّ مصارف قطاع غزة ستباشر تقديم خدماتها المصرّفية ، هذا ومنذ أكثر من شهر، أعلنت سلطة النقد إغلاق فروع البنوك العاملة، مؤكدة أن القرار استهدف بالدرجة الأولى الحفاظ على سلامة المواطنين وموظفي القطاع المصرفي، وفور إعلان التهدئة الإنسانية، المؤقتة تبدو الشوارع وكأنها في الأيام الطبيعية والعادية، إذ يخرج سكان قطاع غزة، بحثا عن الحياة، التي تتزاحم مع الموت، إنّ قطاع غزة يحتاج لسنوات من الراحة، يتنفس من خلالها، ويُعيد ترتيب حياته، وفي شوارع قطاع غزة ارتفع صوت الباعة المتجولين، وهم ينادون على ما يحملون من خضروات، وفواكه، ويرتفع الضجيج أكثر فأكثر، مع خروج أفواج النازحين من مدارس الإيواء، وهم يعودون إلى بيوتهم، لتفقد ما خلّفته آلة الحرب من دمار وخراب، وفي هذه الساعات من التهدئة يحاول أهالي قطاع غزة التقاط أنفاسهم، بالخروج إلى شاطئ البحر، وملامسة رمله الذهبي، والسباحة في أمواجه هربا من الحر وتعب ما خلّفته الأسابيع الماضية، ومن جهتها تعكف الجهات المختصة على إصلاح أضرار القصف الإسرائيلي، كخطوط الهاتف، والمياه، وإصلاح خطوط الكهرباء، في حين تواصل في هذه الساعات طواقم الإسعاف والدفاع المدني في انتشال جثامين القتلى، من تحت أنقاض وركام البيوت والأحياء، في المناطق الحدودية لقطاع غزة، وأما من جانبها، دعت وزارة الداخلية في غزة أهالي القطاع، لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر خلال فترة التهدئة، وناشدت السكان في تصريح بعدم الاقتراب من الأماكن والمواقع التي تعرضت للقصف، حيث تشن إسرائيل حربا على قطاع غزة، منذ السابع من الشهر الماضي، أسفرت عن مقتل 1939 فلسطينياً وإصابة حوالي 10 آلاف آخرين بجراح متفاوتة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، هذا ووفقًا لبيانات رسمية إسرائيلية، قُتل 64 عسكريًا و3 مدنيين إسرائيليين، بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إنها قتلت161 عسكريا، وأسرت آخر.ومنذ أن فازت حركة “حماس″ بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في جانفي 2006، تفرض إسرائيل حصارا على غزة، حيث يعيش نحو 1.9 مليون نسمة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في جوان من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي حماس عن حكم غزة، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني في جوان الماضي. جرحى يصلون تركيا لتلقي العلاج وصل أربعة جرحى فلسطينيين بينهم طفل، إلى العاصمة التركية “أنقرة” لتلقي العلاج، في إطار خطة تركية لمعالجة الجرحى الفلسطينيين، الذين أصيبوا خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على “غزة”، كما كانت طائرة إسعاف تركية قد أقلت الجرحى من مطار “بن غوريون” في تل أبيب؛ إلى مطار “أسَن بوغا” في أنقرة، حيث كان في استقبالهم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، ووزير الصحة محمد مؤذن أوغلو، ومن جهته أفاد داود أوغلو، في تصريح صحفي في المطار، أن بلاده تعتزم إقامة جسر جوي إنساني لنقل أكبر عدد ممكن من الجرحى الفلسطينيين بواقع نحو 40 جريحا في كل رحلة، على أن تشمل المرحلة الأولى قرابة 200 جريح، وفي الشأن العراقي أكد داود أوغلو استمرار تركيا بتقديم المساعدات الإنسانية للعراقيين المتضررين من التطورات الأخيرة، واللاجئين الذي قدموا إلى الحدود التركية العراقية، مشددا على أن الجهود التركية تشمل كافة أطياف الشعب العراقي دون استثناء.وأوضح أن أكثر من 100 ألف سلة غذائية قدمت للتركمان النازحين من مناطقهم، كما خطونا خطوات جدية لإقامة مخيم، وتقديم كافة أنواع المساعدات الغذائية والطبية لهم. وأشار إلى أن حوالي 20 ألف يزيدي عراقي قدموا إلى الحدود المشتركة، وإلى وجود حملة شاملة لتقديم المساعدات إلى جانب بحث إقامة مخيم لهم. ومن جهته كشف مؤذن أوغلو عن عزم بلاده إقامة مشفى ميداني في غزة، يشرف عليه طاقم طبي مؤلف من 60 شخصاً، سيسهم في تقديم الرعاية الأولية للجرحى قبيل نقلهم إلى تركيا.