يحتفل الجزائريين بعيد الأضحى المبارك ككل سنة في العاشر من ذي الحجة، حيث يتم استقبال هذه المناسبة بشراء أضحية ولوازم النحر، تيمنا بسيدنا إبراهيم الذي أوشك أن يذبح ابنه إسماعيل تلبية لطلب الله والذي افتدى إسماعيل بكبش ذبح لوجه الله، إضافة إلى شراء ملابس جديدة للأطفال والصيام في الأيام الأولى من هذا الشهر أو يوم عرفة للتقرب من الله تعالى، في الوقت الذي يكون فيه الحجاج يؤدون فريضة الحج في البقاع المقدسة. يتميز الاحتفال بعيد الأضحى المبارك في الجزائر مقارنة بالدول العربية الأخرى بعاداتها وتقاليدها المتنوعة في كل منطقة من الوطن، أهمها الذبح الجماعي، الصدقة، تحضير أشهى الأكلات والأطباق التي تليق بهذه المناسبة وتعتبر كلها جزءا من هويتنا وثقافتنا التي لا تتخلى عنها العائلات الجزائرية، أما الأمور الأخرى فلا تختلف عن عيد الفطر مثل صنع الحلويات، زيارة الأقارب، تنظيف المنازل. الدوارة، البكبوكة، البوزلوف، العصبان، الكسكس ... وغيرها تعتبر من الوصفات التي تحضر بداية من اليوم الأول، حيث يدوم العيد عندنا يومين لكن عملية طهي الأطباق لا تتوقف حتى ينتهي اللحم وغالبا ما يخبأ إلى غاية يوم عاشوراء مثل "القديد"، ففي اليوم الأول من العيد يقوم المسلمون للصلاة في المسجد صلاة العيد، وعند العودة يبدأ التصافح وتبادل التهاني مع أهل البيت والجيران، بعدها بقليل يتجمع الجيران لنحر أضحيتهم في ساحة الحي، والتعاون فيما بينهم تطبيقا للآية الكريمة من قول الله تعالى : "إنا أعطيناك الكوثر، فصلّ لربك وانحر"، وعند الانتهاء من الذبح والسلخ تبدأ مهمة النساء في شوط رأس الكبش وغسل الكرشة والأمعاء، لتحضيرها للعشاء سواء أكلة البوزلوف أم الدوارة، وتختلف طرق طهيها من منطقة إلى أخرى، أما أغلبية الأطفال فيأكلون الكبد، وفي اليوم الثاني عندما يجف اللحم يتم تقطيعه إلى قطع ويستعمل بعضه للقلي والشواء وأطراف يتم تخصيصها للصدقة على الفقراء أما البقية فتوضع في الثلاجة. بعد عملية الذبح فان الأكل يختلف من منطقة إلى الأخرى إن لم اقل من عائلة إلى أخرى فلكل أسلوبه الخاص ، ولكن المتفق عليه أن الكل يشوي اللحم على الحطب وهذا الأمر رائع كثيرا لمن يملكون ساحات بمنازلهم . يتم تقطيع الأضحية إلى قطع يحتفظ ببغضها وتوزع جلها على الأهل وعلى الفقراء والمساكين . وتعد هذه الظاهرة أهم ما يميز عيد الأضحى لان الجزائري يعمل جاهدا إشراك الكثير من المحرومين فرحة العيد معه و يحاول رسم البسمة على وجوههم.