من المفروض أن يتقاسم الزوجين أمور الحياة بحلوها ومرها، فإذا كان عدم الإنجاب مشكلة أحدهما يجب على الآخر ألا يقنط من رحمة الله، وأن يتحمل ويساعد زوجه في تقبل الوضع، ويقتنع بأنه قضاء وقدر، لكن هناك أطراف أخرى في العائلة تتدخل أحيانا لتعكر حياة الزوجين بكلام عن العقم وإنجاب الأطفال وإعادة الزواج ... الخ، وفي ظل هذا وذاك تكون المرأة دائما في مجتمعنا سبب العقم، وتوجه إليها أصابع الاتهام ، بما أن الطفل هو الرابط الأساسي بين الزوجين، فالمرأة حسبهم هي التي تحطم سعادة الرجل الذي يحب الأطفال، حتى لو كان العقم من الزوج فبعض العائلات التقليدية تعتبرها عيب أن تقال عن الرجل، فهو رجل لا يعاب، لذلك تُهَدَدُ المرأة بالطلاق أو الزواج عليها إذا لم تنجب، ويحكم عليها بالمؤبد في وسط العائلة، والحمد لله أن ليس كل العائلات تفكر على هذا النحو. العقم هو استمرار الحياة الزوجية لمدة سنة على الأقل دون حصول الحمل، ويعتبر العقم من المشاكل الواسعة الانتشار في العالم وهي حقيقةً تُواجه الزوجين حيث تكون الأسباب إما من أحد الزوجين أو كلاهما ، تعود أسباب العقم إلى عدة عوامل نفسية وعضوية، يمكن أن يتسبب الاكتئاب والقلق والانطواء في عدم الإنجاب أو تأخر الحمل، فكلما توتر وشغل بال الزوجين هذا الموضوع، كلما تسبب ذلك في تأخره، لان العامل النفسي مهم جدا في راحة الجسد وتحفيز القدرة على الإنجاب، وتعود تفاقم حالات العقم بين أوساط الجيل الجديد لأسباب نفسية يعاني منها الزوجين في ظل ظروف قاهرة بسبب الأزمات المتفاقمة ، رغم التطور الحاصل في المجالات كافة التي زادت من تعقيدات الحياة بشكل أو بأخر ، ولكن غالبا ما تكون المرأة في مجتمعاتنا تحت وطأة الخطر في كلتا الحالتين : أولا بحرمانها من الأمومة في حالة عقم الرجل ، وإحساسها بالنقص كأنثى وهجر الرجل إليها في حالة عقمها. أما العوامل العضوية فهي عديدة قد تتعلق بعنق الرحم أو بالرحم أو تتعلق بقناتا فالوب أو خلل في وظيفة المبيض، كما قد تصاب السيدات بمرض يدعى داء البطانة الرحمية، كما هناك أسباب غير مفسرة وهذا في الزوجين قد يكون الزوجان سليمين بالفحص الطبي ومع ذلك لا يحدث الحمل. إن علاج العقم يتم إما بعمليات جراحية أو بالأدوية أو العقاقير الطبية ولكن إذا لم توجد أية بذور في السائل المنوي الوضع يكون صعبا وتتطلب طرق علاج حديثة . وفي الأخير نشير إلى أن إكثار الأدوية وتغيير الطبيب في كل مرة ينقلب سلبيا على العلاج، فقد يتسبب مضاعفات الخلط بين الأدوية أمراض أخرى خطيرة كالسرطان، لذلك يجب الحذر والصبر وتسليم الأمر لله عز وجل والدعاء كثيرا.