يتم عقد القران بين شخصين، ليكون الهدف من وراء ذلك، هو بناء أسرة جديدة، تسود بين أفرادها المودة والمحبة، وعندما يرتبط الرجل والمرأة برابط الزواج، تكون الرغبة في إنشاء أسرة وإنجاب أطفال، يحملون اسمه ويملئون بيتهم بهجة وفرحا، هي الطاغية على مشاعرهم، غير أنه في بعض الأحيان، يواجه الزوجان أصعب امتحان يمر عليهما في حياتهما الزوجية، ألا وهو العقم، لتبدأ بعد ذلك رحلة العلاج بين هذا الطبيب وذاك، غير أن القدر والنصيب يكونان أقوى منهما· لكن هناك من الأزواج من لا يتركون حلمهم في أن يصبحون آباءً يختفي من أمامهم، لذا تجدهم يسعون ويلهثون وراء كل نقطة أمل، من الممكن أن تجد لهم حلا لهذه المشكلة، خاصة في وجود بعض الأفراد من العائلة والأقارب، الذين يفعلون من أجل مساعدتهم كل شيء وكل ما يستطيعون عليه، ليصل بهم الأمر في بعض الأحيان، إلى حد التضحية بفلذات أكبادهم في سبيل إسعاد الآخرين· عقم أحد أفراد العائلة، وعدم قدرته على الإنجاب، يعتبر أكبر محنة ومشكلة قد تعاني منها العائلة، غير أن البعض من أفراد العائلة الصغيرة أو الكبيرة في بعض الأحيان، قد وجدوا الحل المناسب في نظرهم لمواساة هؤلاء الأزواج التعساء في محنتهم، خاصة بعدما يشاهدوا يأسهم من أمل الإنجاب، فيهب لهم أحد أفراد الأسرة أحد أطفاله الذي عادة ما يكون حديث الولادة، ليعوض لهم ذلك النقص الكبير الذي يعانون منه نتيجة العقم· الحديث في هذا الموضوع مع بعض السيدات، قادنا إلى اكتشاف العديد من الحكايات والقصص، التي كان أبطالها بعض أفراد الأسرة الذين آثروا على أنفسهم، ووهبوا أطفالهم إلى هؤلاء الأزواج، رغبة منهم في تخفيف بعض الآلام النفسية، الذي تسبب فيها عقم أحدهم· تقول السيدة مريامة، وهي أم لثلاثة أطفال، إنها شهدت معاناة أختها الكبرى مع الأطباء، حيث طالت مدة علاجها دون أن تأتي بالنتيجة المرجوة، لذا فقد قامت بإعطائها طفلتها الرضيعة، بعد ثلاثة أشهر تقريبا من ولادتها، حيث قالت بأن الله قد أنعم عليها بنعمة الإنجاب، لذا فقد اتخذت هذه الخطوة من أجل إسعاد أختها، لأنه من غير الممكن أن يكون لها أطفال وتترك أختها وحيدة تعاني من مرارة العقم· من جهتها تقول السيدة سعيدة، إنها وبسبب طول مدة علاجها، فقدت الأمل تماما في الحمل، لتقوم ابنة خالتها، بمفاجأتها بأجمل هدية يمكن أن تتلقاها في يوم من الأيام، إذ قالت لنا إنها عندما علمت بأن قريبتها حامل فرحت كثيرا لأجلها، لكن عندما قدمت إليها وأخبرتها، بأنها ستمنحها المولود الجديد، كادت أن تفقد توازنها من الخبر السار، الذي كان بالنسبة لها، حبل إنقاذ يتمسك به الغريق للنجاة، ومنذ ذلك اليوم قامت بإعطائها وعدا بأن تهتم بالمولود وكأنه ابن بطنها· ومع أن الأولياء الذين يقومون بهبة أبنائهم للأقارب، يعانون من غياب أطفالهم عن البيت، ويقهرون أحيانا من عدم تواجدهم حولهم ومع إخوتهم، إلا أن الكثير منهم يواسون أنفسهم بكونهم أدخلوا الفرحة على بيت تعيس ومحروم من شقاوة هؤلاء الملائكة الصغار·