خرج عرب وألمان في مظاهرة احتجاجية أمس الجمعة بالعاصمة برلين تنديدا بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة، واستنكارا لموقف المستشارة أنجيلا ميركل من هذا العدوان وتحميلها الجانب الفلسطيني مسؤولية تأزيم وانفجار الأوضاع في قطاع غزة والشرق الأوسط. وردد عشرات المشاركين في المظاهرة هتافات وصفت إسرائيل بقاتلة الأطفال، وأخرى استنكرت موقف ميركل من العدوان، ورفعوا لافتة كبيرة كتب عليها "لا لتسليح إسرائيل بأموال دافعي الضرائب الألمان". واعتبر الناشط الفلسطيني أحمد محيسن أن تصريحات ميركل بشأن ما يجري في غزة تساير موقف الإدارة الأميركية والمواقف الغربية الداعمة لإسرائيل، والتي "أعطت الضوء الأخضر للاحتلال لمواصلة عدوانه واستخدام أسلحته الفتاكة بقصف وذبح الشعب الفلسطيني". وقال محيسن في كلمته التي ألقاها باللغة الألمانية أمام المتظاهرين إن ميركل والقادة الغربيين المدافعين عن الديمقراطية والتحضر لم يتحدثوا بكلمة واحدة عن حقوق الفلسطينيين الذين تسفك دماؤهم، واعتبر أن عدم تحرك الحكومة الألمانية في الماضي لمنع إسرائيل من مواصلة سياستها العدوانية يجعلها الآن "مشاركة في المسؤولية عن الأوضاع الحالية في قطاع غزة". وكانت ميركل قد حملت أمس الجمعة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية انفجار الأوضاع في الشرق الأوسط، وطالبت الحركة بالتوقف فورا عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وقالت في تصريحات نقلها عنها المتحدث باسم حكومتها غيورغ شترايتر إنها لا ترى أي مسوغ يبرر إطلاق الصواريخ على إسرائيل. واعتبرت ميركل أن من حق إسرائيل وواجبها حماية شعبها بالوسائل المشروعة، وحثت مصر على ممارسة نفوذها لدفع حركة حماس "للاعتدال" والتوقف عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وعلّق الناشط الإعلامي الألماني فرانك دورفلر الذي شارك في المظاهرة على تصريحات ميركل، وأكد أنها لم تفاجئه بالمرة لأنها كررت ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس، "ولم يكن منتظرا أو متوقعا منها غير هذا" وقال دورفلر -وهو مشرف على موقع بيلاستينا هويتا (فلسطين اليوم)- إن "من الغباء تحميل حماس رغم أخطائها مسؤولية ما يجري الآن في المنطقة وتحويلها لمشجب تعلق عليه جرائم إسرائيل"، واعتبر أن ميركل وغيرها من السياسيين الألمان سيقعون في خطأ فادح إن تصوروا أنه من الممكن عزل حركة حماس، مؤكدا أن أي مسعي لتحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط لن يكتب له النجاح من دون الحديث مع حماس. كما ألقت ناشطة حقوقية ألمانية كلمة اعتبرت فيها أن إمداد حكومة بلادها إسرائيل بأسلحة وغواصات متطورة "أمر يدعو للخجل ويحمل ألمانيا جانبا من المسؤولية عن دماء الفلسطينيين المسالة في غزة". ومن جانبه قال منسق المبادرة الألمانية لكسر الحصار عن قطاع غزة خميس كرت إن أهل غزة "لن يهربوا من قدرهم ولن يتنصلوا من واجبهم وسيواصلون تقديم الشهداء دفاعا عن أنفسهم وحقوقهم وكرامتهم"، وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة "يصنع بصموده تاريخا جديدا ويغير الواقع والمعادلات أمام آلة القتل الإسرائيلية الوحشية المدعومة أوربيا وأميركيا". وثمّن كرت التضامن المصري مع قطاع غزة، ورأى أن إرسال الرئيس المصري محمد مرسي لرئيس وزرائه هشام قنديل إلى القطاع المحاصر تحت وابل القصف الصهيوني "يعيد أرض الكنانة العظيمة بعد غياب لدورها الطليعي في قيادة العرب والمسلمين"، وحث الدول العربية والإسلامية على "الارتقاء بتضامنها إلى مستوى مصر الثورة وتحويل عواصمها إلى ميادين تحرير للتضامن مع غزةوالفلسطينيين". ومثّل موقف حزب اليسار المعارض تجاه العدوان الصهيوني على قطاع غزة استثناء بين الأحزاب الألمانية التي التزم معظمها الصمت، ودعا الحزب الحكومة الألمانية للتدخل لدى إسرائيل للتوقف عن الاستمرار في حملتها العسكرية ضد قطاع غزة. وقال ممثل اليسار في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني فولفغانغ جيركا إن المطلوب أولا إيقاف فوري للهجمات الجوية والبحرية الصهيونية على غزة وإنهاء حصار القطاع، وطالب في المقابل حركة حماس بالتوقف عن قصف إسرائيل بالصواريخ. واعتبر النائب اليساري الألماني في بيان أن الهجوم الحالي على قطاع غزة يمثل ذروة استفزاز مارسته إسرائيل وجعل أي مفاوضات سلام عديمة القيمة..