جاب نحو خمسين ألف شخص الشوارع الرئيسية في قلب العاصمة الألمانية برلين، منددين بالهجوم الإسرائيلي الجاري ضد قطاع غزة. ورفع المشاركون في التظاهرة الأعلام الفلسطينية والعربية ورددوا هتافات وصفت إسرائيل بقاتلة الأطفال والنساء، متهمين حكومة المستشارة أنجيلا ميركل بالمشاركة في تمويل الهجمات الإسرائيلية على غزة من أموال دافعي الضرائب الألمان. ومثلت تظاهرة العاصمة الألمانية واحدة من عدة تظاهرات حاشدة جرت في ذات اليوم، وشارك فيها عشرات الآلاف من أفراد الجاليتين العربية والإسلامية والمواطنين في مدن هامبورغ وفرانكفورت ودوسلدورف وشتوتغارت وميونخ و كارلسروها. وفي كلمته أمام المتظاهرين في برلين، انتقد الدبلوماسي السابق وعضو الجمعية الألمانية العربية الدكتور غيرهارد فولدا ترديد الإعلام المحلي الناقل الحرفي لادعاءات إسرائيل، وتقبل السياسة الخارجية للمبررات الإسرائيلية في الهجوم على غزة. وقال: أيضا إن هذه المبررات الفارغة هي نفس ما قيل لتسويغ ضرب العراق والحرب على لبنان، واعتبر أن تعليق ميركل على الأحداث الدائرة في غزة يظهر جهلها بما يجري هناك. وذكر السفير الألماني السابق أنه وجه رسالة لوزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، عبر له فيها عن استيائه من موقفه المتفهم لقتل إسرائيل مائتي مدني فلسطيني في غزة خلال يوم واحد، وطالبه بالتحرك لوقف حمام الدم الجاري في غزة. ولفت فولدا الذي عمل سفيرا لبلاده بعدد من الدول العربية إلى أن الوزارات التي تدكها إسرائيل في غزة هي ممتلكات للشعب الفلسطيني وليست لحماس التي تحكم هناك منذ فترة قريبة، وأوضح أن حق الدفاع عن النفس مكفول للشعب الفلسطيني مثلما هو مكفول لغيره من الشعوب. ورأى السفير الألماني السابق أن ارتباط تأسيس إسرائيل بنكبة الشعب الفلسطيني، يجعل برلين مسؤولة تاريخيا عن مصير هذا الشعب. وقالت المتحدثة باسم حزب اليسار الجديد في برلين: أن التظاهرة تعكس احتجاجا على السياسة الرسمية التي لم تعبر عن جميع المواطنين بإعطائها لإسرائيل الحق في الهجوم على غزة وتحميلها حركة حماس المسؤولية عما يجري هناك. وذكرت أنجير فور داك أن إسرائيل هي التي لم تلتزم باتفاقية الهدنة الموقعة مع حماس. وحولت غزة لسجن كبير. ومارس جيشها تصفية متعمدة لنشطاء حماس. وأوضحت أن الحصار الإسرائيلي لغزة مسؤول عن تحول القطاع لسجن كبير وتعطيل 90 ٪ من الأنشطة الإقتصادية وتفشي الأمراض البدنية والنفسية بين السكان. وطالبت المتحدثة باسم حزب اليسار في برلين حكومة ميركل بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل، والتحرك على الصعيد الأوروبي لوقف الهجمات الإسرائيلية وتحقيق رفع فوري للحصار المفروض على غزة. ومن جانبه، دعا رئيس الجالية الفلسطينية في برلين ومنظم التظاهرة الألمان ذوي الأصول العربية والمسلمة لعدم التصويت في الانتخابات القادمة للحزب المسيحي الديمقراطي بعد تأييد رئيسته ميركل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأشار الدكتور أحمد محيسن إلى أن فلسطينيي الشتات لا يمكن أن يهدأ لهم بال وغزة تتعرض لحرب إبادة حقيقية. وأكد عزم العرب والفلسطينيي في برلين على مواصلة النزول دوريا للشارع لنقل معاناة سكان غزة تحت القصف الإسرائيلي للرأي العام الألماني.