تختلف نظرة المرأة الجزائرية اتجاه الرجولة في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، و ضاعت فيه كل المعايير و المبادئ و أصبح الكل يختبئ وراء أقنعة، خاصة و أن هناك فرق شاسع بين الذكورة و الرجولة، فهناك من النساء من ترى أن الرجل يجب أن يكون ذلك الشخص الذي يهتم بمظهره و أناقته و عضلاته المفتولة ، بينما تجد بعض النساء أن الرجولة تكمن في ذلك المخلوق المثقف، الشهم، الذكي، الرومانسي، المخلص و غيرها من الصفات،و هذا ما أثار فضولنا و دفعنا للتغلغل أكثر في الموضوع من خلال دردشتنا مع بعض النساء اللواتي التقيناهم و كانت لكل واحدة منهن رأيها الخاص. ما هي الرجولة في نظركن؟ كان هذا أول سؤال طرحناه على كل امرأة استجوبناها، واستنتجنا أن معظم النساء تميل إلى الرجل الوسيم، المثقف، الأنيق و كانت معظم المواصفات تدور حول الأناقة و التعليم و الوسامة و هذا ما أكدته لنا "نسيمة" 27 سنة التي ترى أن الرجولة ترتبط أولا و قبل كل شيء بالصدق في القول و العمل، و كذا صفة الشهامة و النخوة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بصفة الرجولة". من جهة أخرى ترى "جميلة" التي التقيناها أمام الجامعة المركزية و التي تربط الرجولة بعامل أساسي و هو الوازع الديني الذي يجب أن يتخذه كل واحد منا نساءا كنا أو رجال كأساس في معاملتنا الدينية و الدنيوية ، لأنه هو الذي يضفي على صاحبه الرجولة الحقيقية. و من وجهة رأي "نوال" طالبة جامعية،" يجب أن تتوفر في الرجل مجموعة من الصفات كي يمكنني أن أقول أن هذا هو الرجل الحقيقي، حيث يجب أن يكون قوي الشخصية، يمكنني أن أعتمد عليه في الأوقات الصعبة و لا يخاف من العوائق و الصعاب التي تواجهه في حياته" و لا يمكنني أن أرى غير هذه الصفات في زوج المستقبلي. كما ترى خالتي مليكة،54 سنة أن هناك فرق كبير بين رجولة الماضي و رجولة اليوم و هذا جلي في كل التصرفات التي تحيط بنا، و أنا أرى أن الشرط الأساسي كي أطلق حكمي على فلان أو علان، أن تكون لديه مبادئه الخاصة التي يؤمن بها و يفرضها على من حوله و خاصة أن لا يتنازل عليها نتيجة الضغوطات هذا كي يكون "دارقاز لعالي" كما نقول نحن الأمازغيين، و حسب رأي أن الرجولة اندثرت في وقتنا الحالي إلا من رحم ربي، ففي وقنتا كان الذكر لا يعتبر رجلا إلا إذا تزين بشواربه "أمال" تعتبر نفسها امرأة عاقلة فهي تبحث عن الرجل الشهم، الذي يؤمن بأن العلاقة بينهما ليست مجرد رغبة بالحصول عليها، إنما علاقة مبنية على التبادل غير المشروط بالحصول على مقابل، و ترفض"أمال" الرجل الباحث دائما عن المكاسب والمقابل، وترحب بالرجل الشهم والمخلص ذو الصفات الداخلية المميز ولا تهمها المظاهر الخارجية التي تبقى"خداعة" –على حد وصفها- وتركز"أمال" في اختيارها على معدن الرجل باعتبار الناس معادن وتميل إلى الرجل الذكي، المتفهم، المتسامح، والذي يبدي استعداده الكامل لمد يد العون لها، وتتشبث "أمال" بعنصر الإخلاص الذي هو في نظرها قضية مصيرية، ومحو أساسي لاستمرار العلاقة والثقة بينهما. "كهينة" 19 سنة، إن الرجل الحقيقي في نظري هو ذلك الشخص الذي يهتم بمظهره ويبدي أناقته وذوقه الرفيع، فعليه أن يعلم أن الفتاة ليست مثله، فالرجل يحب بعقله بينما تحب المرأة بقلبها وعينيها وأذنيها، وهي تعتبر اهتمامه بمظهره من ضمن الأمور التي تعبر عن شخصيته، بينما قد يهمل الرجل هذا الجانب من نفسه، إلا أن المرأة توليه اهتماما كبيراً، كما أن المظهر الخارجي مهم جدا و أفضل الرجل طويل القامة، لأن القصير لا يعتبر رجلا كاملا في نظري فأنا تشعر بالراحة عندما أكون واقفة إلى جانب رجل طويل القامة لأنه يستطيع حمايتي باعتبار طول القامة دليلا على القوة. هكذا تختلف المواصفات التي تراها المرأة ضرورية في الرجل ليكون جدير بها .