من المعروف أن المرأة تهتمّ بجمالها وسحرها، وتحرص على أن تبدو صغيرة وتحافظ ما أمكنها على جمالها، فهي فطرت على ذلك، ومن غير الطبيعي ألاّ تفعل، لكن الرجل الذي كان لا يهتم، أو ليس له ذلك الهوس بجماله وشبابه، صار هو الآخر يزاحم المرأة في التهافت على المحلات التجميلية. لا يقتصر حرص بعض الرجال على الاعتناء بمظهرهم من خلال اللباس الفاخر وبعض الحلي من الفضة وحتى الذهب، بل إنّ البعض منهم صار مهووسا حتى بالعمليات التجميلية التي تعتبر من الكماليات بالنسبة للمرأة، فكيف هي عند الرجل. من ضمن تلك العمليات نزع أو إخفاء التجاعيد التي تقبل عليها النسوة اللواتي بدأت آثار الكبر تظهر على وجوههن لكي يحافظن على شبابهن، أو يؤجلن شيخوختهن إلى وقت لاحق، وتتمّ هذه العمليات إمّا بواسطة مادة كيميائية توضع على البشرة وتدعى»البيلينغ« وإما بواسطة أشعة »اللازار«، هذه الأخيرة التي وبقدر ما لها إمكانية كبيرة على إخفاء تلك التجاعيد إلاّ أنها مع ذلك لا تخلو من أخطار على البشرة، وقد تكون آثارها عكسية خاصّة إن لم يحسن الطبيب المعالِج استعمالَها، والرجال اليوم صاروا يقبلون مثلهم مثل النسوة على إخفاء تجاعيد الوجه التي يبدو أنها صارت تقلقهم، وتجعلهم يفقدون الثقة في أنفسهم، وهو ما صارحنا به طبيبُ الأمراض الجلدية الدكتور »ع. س«، والذي قال لنا إنّ الرجال في الفترة الأخيرة صاروا يهتمون بالعمليات التجميلية، ورغم أنّ الكثيرين بقوا متحفظين بشأنها، إلاّ أنّ آخرين لا يتوانون عن إجرائها، بل ويدفعون في سبيل ذلك ما لا تدفعه النسوة فيها«، وعن السبب في هذا الإقبال المتزايد من طرف فئة الرجال على أمر كان إلى وقت قريب يقتصر على المرأة، وعمّا إذا كانت بشرة المرأة تختلف عن بشرة الرجل يشرح لنا الدكتور قائلا: »إنّ الزمان يتغير، في الأمس لم تكن المحطات الفضائية بهذه الكثرة، وهي تساهم بشكل كبير في جعل الرجال يقدمون على تلك العمليات، بل إنها في إشهاراتها للمواد التجميلية صارت تستهدفهم أكثر مما تستهدف النسوة، وذلك حتى تجعلهم يحسون أنها موجَّهة لهم مثلما هي موجهة للجنس الآخر، هذا بالإضافة إلى أنّ الرجل مثل المرأة يحتاج إلى أن يكون مظهره مقبولا، خاصّة عند امتهان بعض الأعمال، ويوما بعد يوم يزداد عدد الرجال الذي يقصدون عيادتي لإجرائها دون عقدة، أمّا بالنسبة للبشرة فهي لا تتحدد بالجنس بل باللون، فصاحب البشرة السوداء ليس له قدرة الاحتمال التي نجدها عند صاحب البشرة البيضاء، ولكل بشرة ميزاتها وخصائصها التي تجعلنا نحتاط عند التعامل معها، فأيّ سوء تقدير قد يعرض البشرة للخطر«. رضوان (46 سنة) قال لنا عن الموضوع: »صحيح أنّ المرأة مهووسة أكثر بجمالها، وتحرص على أن تبدو أنيقة وتحافظ على شبابها، لكن الرجل أيضا يهتم أو لابد أن يهتم بجماله، فالله جميل يحب الجمال، ورغم أني أعارض أن يتحول ذلك الاهتمام بالنسبة إلى الرجل لهدف يسعى وراءه ويوقف من أجله حياته مثلما تفعل بعض أو أغلب النسوة، أو أن يغير خلقه كليا، لكن يجب أن لا يهمل نفسه«، أمّا بوعلام (33 سنة) فقال: »صحيح أنّ الرجل مطالبٌ بالمحافظة على مظهره وأناقته، لكنّ الإقبال على بعض العمليات التجميلية يعتبر انتقاصا من رجولته، كأن يصبغ شعره لإخفاء الشيب، أو يخفي التجاعيد التي هي برأيي رمز الوقار والاحترام بالنسبة للرجل، ولا بد أن يعتز بها الرجل لا أن يخجل منها«.