دعا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بمستغانم المهتمين والمختصين في التاريخ الجزائري الثقافي والروحي إلى ضرورة إعادة قراءة المحمول الثقافي والديني الجزائري. وأكد ميهوبي في كلمته بمناسبة حفل تسليم جائزة الأمير عبد القادر للعيش معا والتعايش السلمي على ضرورة إعادة قراءة المحمول الثقافي والديني الجزائري بكل هدوء وحيادية واستغلاله في بناء الوعي الوطني الثقافي لتشكيل جدار صد منيع ضد كل أشكال التطرف والانفلات الفكري التي تعاني منه البشرية اليوم، كما ألح على بذل المزيد من الجهود في سبيل التذكير والإشادة بالفكر الجزائري المعتدل الوسطي البعيد كل البعد عن كل أشكال التطرف ويظهر هذا من خلال إسم الجائزة التي تحمل قامة من قامات التاريخ العالمي وهو الأمير عبد القادر. وأبرز أن فكر الأمير عبد القادر فكرا جزائريا أصيل مشيرا إلى أن الأمير عبد القادر لم يكن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة فحسب ولم يكن نقطة تحول في تاريخنا الجزائري فقط بل أنه استطاع أن يشكل فاصلا تاريخيا مهما في تاريخ حوض البحر الأبيض المتوسط جغرافيا فصار لزاما أن نفرق في هذا الحيز الجغرافي بين مرحلة ما قبل وما بعد الأمير عبد القادر، وصرح الوزير نحن بحاجة إلى استقراء فهم الأمير عبد القادر للنص الديني ومعرفة الأمير بالإسلام والسلم والكرامة الإنسانية، وذكر عز الدين ميهوبي بأن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حرص منذ توليه مقاليد الحكم قبل 17 سنة على غرس قيم التسامح والتصالح والسلم والسلام وأكد في أكثر من مناسبة على دور الأمير عبد القادر وريادته في حقوق الإنسان وحماية الأقليات، وأضاف الوزير في نفس السياق لقد قرأ رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التاريخ وفهم أنه لا مستقبل للجزائر دون الارتكاز على محمولنا ومخزوننا الثقافي والفكري الكبير لذلك فانه على هذا المحمول أن يخرج من رفوف المكتبات إلى الشارع والمدرسة والمسجد والمؤسسات الثقافية والعلمية ولن يتأتي ذلك إلا من خلال مثل هذه المبادرات، ودعا الوزير أن تتكرر مثل هذه المبادرات من قبل مؤسسات أخرى قائلا لن ندخر جهدا في دعم أي مبادرة ثقافية أو روحية تحت عنوان التعايش بين الأديان والحضارات وتقريب المسافة بين مختلف الثقافات. يذكر أن جائزة الأمير عبد القادر للعيش معا والتعايش السلمي قد منحت خلال هذه المراسم إلى ثلاث شخصيات دولية بارزة وهي الجزائري الأخضر الإبراهيمي والإسباني فيديريكو مايور والكندي ريمون كريتيان، وأشار ميهوبي إلى أن لكل من هذه الأسماء باع معلوم ورصيد موسوم واثر وتأثير على الإنسانية التي تميل في أكثر حالاتها إلى التطرف والإلغاء والإقصاء مثمنا القائمين على هذه المبادرة للشخصيات المكرمة اليوم والتي يحفظ لها التاريخ مواقف مشرفة ونضالات خالدة في فض النزاعات وحل الخلافات في القضايا السياسية والعرقية والدينية. يذكر أن هذه الجائزة التي سلمت بحضور شخصيات وطنية وأجنبية قد تأسست من طرف المنظمة الدولية غير الحكومية الجمعية العالمية الصوفية العلاوية والمؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة (جنة العارف) وبرنامج ميد 21. فيدريكو مايور يظفر بجائزة الأمير عبد القادر.."شرف لإسبانيا" اعتبر سفير إسبانيا في الجزائر أليخاندرو بولانكو ماتاس بأن منح "جائزة الأمير عبد القادر" للمدير العام السابق لليونسكو فيدريكو مايور يعد شرفا لبلده إسبانيا وللشخصية المكرمة ذاتها. إنه شرف كبير لنا الاسبانيين. وتكرس هذه الجائزة العمل المنجز من طرف مايور على مستوى اليونسكو للتقريب مابين الشعوب. وهو يعد من بين الشخصيات التي دعت إلى فكرة ثقافة السلم والتعايش السلمي، وتأخذ أفكاره نفس اتجاه فكر وفلسفة الأمير عبد القادر كما أبرز الدبلوماسي الإسباني على هامش حفل تسليم جائزة الأمير عبد القادر لتشجيع والترويج للعيش معا والتعايش السلمي المنظم سهرة الأربعاء بمستغانم، وحسب السفير فإن المسيرة التاريخية للأمير عبد القادر ترتبط بصورة رجل عملي ومقاوم بالموازاة مع صورة الرجل المفكر والفيلسوف التي تميزه وداعيا إلى التضامن و الأخوة والتسامح بين البشر، وفي الوضع الحالي الذي يمر به العالم فإن فكره لا يزال قائما ويكتسي أهمية كبيرة ومن المهم التذكير به كل مرة يضيف نفس المتحدث. وبخصوص التعاون الثنائي أشار الدبلوماسي الإسباني إلى أن التعاون بين الجزائر وإسبانيا يعد جد مكثف ويشمل كافة الأصعدة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، نحن نعمل من أجل التقارب أكثر فأكثر. ويوجد تقارب كبير بيننا في جميع الميادين وليس فقط جغرافيا وفق بولانكو ماتاس، للإشارة، فقد غاب الإسباني فيدريكو مايور فائز الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط عن مراسم تسليم الجوائز لأسباب صحية حيث استلمها نيابة عنه سفير إسبانيا في الجزائر.