تمّ مساء الأربعاء المنصرم، بمستغانم، تسليم جائزة الأمير عبد القادر للتشجيع والترويج للعيش معا والتعايش السلمي في منطقة البحر الأبيض المتوسط والعالم لثلاث شخصيات دولية بارزة وهي الجزائري الأخضر الإبراهيمي والإسباني فيديريكومايور والكندي ريمون كريتيان، وذلك بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي. ويأتي تكريم هذه الشخصيات نظير المساهمة الفعالة في تطبيق العيش معا وتقوية التعايش السلمي بين الشعوب والمجموعات الاجتماعية والأفراد. ويتعلق الأمر بالنسبة للضفة الجنوبية بالأخضر الإبراهيمي الدبلوماسي الجزائري البارز والوزير السابق للشؤون الخارجية والسفير والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والوسيط الدولي لذات المنظمة الأممية. وفي تصريح للقناة الإذاعية الأولى، دعا رئيس الدبلوماسية الجزائرية الأسبق الأخضرالإبراهيمي إلى المزيد من العمل سويا والتعاون بين بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط لإنشاء أندلس جديد. أما الحائز على جائزة الضفة الشمالية، فهو الإسباني فيديريكو مايور الوزير السابق والمدير العام السابق لليونسكو والذي ساهم في تأسيس رابطة الحضارات بالأمم المتحدة. كما يرأس مؤسسة من أجل ثقافة السلام. وقد تسلّم الجائزة نيابة عنه سفير إسبانيا في الجزائر أليخاندرو بولانكو. وفي هذا الإطار، إعتبر سفير إسبانيا في الجزائر أليخاندرو بولانكو ماتاس بأن منح جائزة الأمير عبد القادر للمدير العام السابق لليونسكو فيدريكو مايور يعدّ شرفا لبلده إسبانيا وللشخصية المكرمة ذاتها. أما ريموند كريتيان من كندا وهو الفائز بالجائزة عن بقية العالم. ويعد سفير شرفي لكندا وكان سفيرا سابقا لبلاده في الولاياتالمتحدةالأمريكية وعضوا بمؤسسة ترودو الخيرية. كما يشغل حاليا منصب رئيس للمرصد الدولي لرؤساء البلديات حول العيش معا. وقد حضر مراسم تسليم الجائزة التي بادرت بتأسيسها كل من المنظمة الدولية غيرالحكومية الجمعية العالمية الصوفية العلاوية والمؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة (جنة العارف) وبرنامج ميد 21 عدة شخصيات وطنية ودولية من بينها رئيس بلدية (القادر) الأمريكية (نسبة إلى الأمير عبد القادر)، وذلك في إطار الاحتفال باليوم العالمي للسلام. وبمناسبة تأسيس يوم 15 جوان الماضي بالجزائر العاصمة منبر اليونسكو (الأمير عبد القادر من أجل حقوق الإنسان وثقافة السلام)، تقرر منح ميزة خاصة لكل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي والعميد السابق لجامعة الجزائر1 الطاهر حجار حيث تسلم التكريم نيابة عنه الأمين العام للوزارة محمد صلاح الدين صديقي، فضلا عن منح ميزة خاصة للدكتور عصام الطوالبي مدير المنبر المذكور. للتذكير، فقد تمّ إنشاء هذه الجائزة تكريما للشخصية الفذة للأمير عبد القادر (1808-1883)، والذي كان سباقا في تكريس مفهوم العيش معا المهم للتصدي ضد التمييز والعنف وكان مقاوما وطنيا وإنسانيا مدافعا عن الأقليات من مختلف المعتقدات حاملا وناشرا لإسلام التفتح والتسامح. وقد ترأس حفل تسليم جائزة الأمير عبد القادر كل من إدريس الجزائري أحد أحفاد الأمير وسفير محرر خاص لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمركز جنيف من أجل تشجيع حقوق الانسان والحوار الجامع، إلى جانب فضيلة لعنان كاتب الدولة ووزيرة رئيسة الحكومة الفرانكوفونية ببروكسيل (بلجيكا). كما تمّ على هامش هذه التظاهرة التي أقيمت بمقر مؤسسة (جنة العارف) الكائن بوادي الحدائق ببلدية صيادة (مستغانم)، تدشين معرض خاص بالأمير عبد القادر يشمل البعض من أغراضه الشخصية على غرار برنوسه ونسخ من وثائق الدولة الجزائرية في عهده وعرض فيلم بعنوان (الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية) للمخرج سالم ابراهيمي وتقديم عروض للفنتازيا ووصلات موسيقية من أداء مجموعة (الأمل) لنفس المؤسسة.