سلط مختصون مشاركون في الملتقى الوطني "الإنتاج الفكري والثقافي لمنطقة الونشريس...أحمد بن يحيى الونشريسي أنموذجا" الذي انطلقت أشغاله اليوم الثلاثاء بتيسمسيلت اشرف على افتتاحه عبدالقادر بن مسعود والي اولاية تيسمسيلت يلقب بالضوء على التراث الفكري والديني للعلامة أحمد بن يحيى الونشريسي. وفي هذا الصدد تطرق الأستاذ بالمركز الجامعي لتيسمسيلت الدكتور محمد مصابيح "الولايات ومناصب الحكومة الإسلامية والخطط الشرعية" للعلامة الونشريسي الذي "وضع تنظيما إداريا للدولة ابتداء من الإمامة في زمانه مرورا بالوزارة على أنواعها ثم القضاء ثم ولاية الشرطة إلى ولاية الحسبة التي تعتمد على تنظيم الأسواق". وأضاف بأن "الشيخ أحمد بن يحيى الونشريسي قد ارتأى من وراء إصداره لهذا الكتاب هو تأسس دولة متحضرة قائمة على دولة مؤسسات باعتباره مفكرا وعالما ومثقفا". ومن جهته سلط أستاذ العلوم الإسلامية بجامعة وهران الدكتور رابح سرموم الضوء على كتاب "المعيار المعرب" للعلامة الونشريسي الذي يوثق صورا عن حياة المجتمع في مختلف المجالات منها الثقافي والتعليم والاهتمام بالسلطة السياسية في ذلك الوقت فضلا على اهتمام الكتاب بالجوانب الفكرية في المجتمع كالاختلافات المذهبية والمدارس الروحية والسلوكية التي كانت سائدة في المغرب الإسلامي في العصر الوسيط". ومن جانبه أبرز الأستاذ بجامعة قسنطينة الدكتور نور الدين بركرديد الآليات التي تضمنها التراث الفقهي للونشريسي وطرق الاستفادة منها موضحا في هذا الشأن بأن "العلامة الونشريس وضع طرقا لإمام المسجد من خلال كيفية إلقائه للدرس الفقهي واعتماده على الدراسة النصية والتحليلية واستنباط القواعد الفقهية". أما الأستاذة بجامعة المسيلة الدكتورة حياة كتاب أكدت بأن ""المعيار المعرب والجامع المعرب عن فتاوى علماء افريقية والأندلس والمغرب" يعتبر من أهم مؤلفات العلامة أحمد بن يحيى الونشريسي في فقه النوازل حيث يعد مرجعا أساسيا في المجال الفقهي بالإضافة إلى كونه توثيقا تاريخيا واجتماعيا وسياسيا". ومن جهة أخرى سلط مدير المركز الجامعي لتيسمسيلت البرفسور عبد القادر دحدوح الضوء على السيرة التاريخية والفكرية لعلماء منطقة الونشريس على غرار أبو أحمد الونشريسي وأبو محمد عبد الله بن محسن الونشريسي وسيدي محمد بوتشنت. وعلى صعيد آخر أبرز المدير الولائي للثقافة محمد داهل خلال كلمة له بالمناسبة بأن "هذا الملتقى يندرج ضمن برنامج وزارة الثقافة الرامي لتسليط الضوء على أعلام الجزائر ودراسة ومناقشة لتراثهم الفكري والثقافي والديني". ومن جهته شدد الوالي عبد القادر بن مسعود على ضرورة أن "يساهم الجميع من سلطات ولائية وأكاديميين في تبليغ تراث العلامة الونشريسي ووضع في متناول شبابنا كي يطلعوا عليه". وللإشارة سيتناول هذا الملتقى المنظم بمبادرة من مديرية الثقافة بالتنسيق مع المركز الجامعي لتيسمسيلت خمسة محاور رئيسية تتمثل في "علماء منطقة الونشريس" وإنتاجهم الفكري والثقافي" و"أبو العباس أحمد الونشريسي...حياته وتراثه" و"التراث الثقافي في مؤلفات الونشريسي" و"الونشريسي ومدونة المعيار من خلال الدراسات الأكاديمية" ويشارك في تأطير هذا اللقاء الذي يدوم يومين أساتذة من عدة جامعات من الوطن وباحثون مهتمون بتاريخ أعلام منطقة الونشريس. ويستهدف هذا الملتقى طلبة المركز الجامعي لتيسمسيلت وأساتذة وباحثين من عدة جامعات بالوطن وتلاميذ منخرطين بنوادي البحث التاريخي للطور الثانوي بالإضافة إلى أئمة مساجد الولاية والإطارات الدينية التابعة لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف