دعا أستاذ من جامعة وهران للعودة إلى التراث العلمي للعلماء الجزائريين باعتباره فكرا صالحا لمواجهة فوضى الفتاوى الدينية ومناهضة العديد من الإشكالات الاجتماعية، وأوضح «محمد طيبي» في مداخلته الافتتاحية للمناظرة العلمية الوطنية الثانية حول "الميراث الفكري للعلامة أحمد بن يحيى الونشريسي" أن علماء البلاد الذين تركوا تراثا فكريا ثريا على مرّ الأزمنة، استطاعوا بلورة فكر استشرافي يحتاج إلى المزيد من البحث والتدبّر والدراسة. أوضح «محمد طيبي» في مداخلته الافتتاحية للمناظرة العلمية الوطنية الثانية حول "الميراث الفكري للعلامة أحمد بن يحيى الونشريسي" التي انطلقت أول أمس بتيسمسيلت أن علماء البلاد الذين تركوا تراثا فكريا ثريا على مرّ الأزمنة استطاعوا بلورة فكر استشرافي يحتاج إلى المزيد من البحث والتدبّر والدراسة، وأضاف أن هؤلاء الفقهاء والعلماء على غرار الشيخ «الونشريسي»، «محمد السنوسي»، «إبراهيم التازي»، «عبد الرحمان الثعالبي»، والعلامة «عبد الحميد بن باديس» والكثيرون تمكّنوا من ترميم الفكر الديني للأمة في طور تفككه وفي عزّ مراحل انحطاط القيم الاجتماعية التي ناضل هؤلاء العلماء من أجل ترسيخها وبسط مبادئ الفقه الإسلامي الصحيح في المجتمع، وأشار المحاضر الذي يرأس اللجنة العلمية لهذا الملتقى الثاني من نوعه والمنظم من طرف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية تيسمسيلت إلى إسهامات الشيخ «الونشريسي» في التنظير لفهم المذهب المالكي والمسائل المرتبطة به في إطار مختلف المعاملات الاجتماعية، مُبرزا في مداخلته التي عنونها ب"معمارية المعنى في صناعة العالم الاجتماعي في فكر الونشريسي" أن هذا العلامة يمثّل بُعدا في العبقرية الفقهية التي أنجبتها الجزائر، وسينشط المشاركون في هذا اللقاء العلمي الذي يُقام على مدار يومين جلسات علمية حول الفكر السياسي لدى العلامة «الونشريسي» وتراثه الفكري في بلاد «الونشريس»، إلى جانب دراسة معايير الجهد والاجتهاد في فقهه وإشكالات التجديد في "المدونة الونشريسية"، كما ستتطرق هذه المناظرة العلمية الوطنية إلى مختلف المؤلفات التي تركها الشيخ مثل كتاب "رسالة أسنى المتاجر" وكذا دراسة فتاوى الأمن ومعضلاته لدى هذا العالم، إضافة إلى عرض معالم شخصيته. يذكر أنه قد تم الإعلان خلال افتتاح هذه التظاهرة الفكرية التي تعرف حضور باحثين وأكاديميين وأئمة وطلبة من مختلف جامعات وزوايا البلاد على فتح ورشة علمية دائمة حول هذا العالم مع دعوة الباحثين إلى الإسهام بأعمالهم ومعلوماتهم لإثرائها وتطويرها، ويعد العلامة «أحمد بن يحيى الونشريسي» الذي ولد بمنطقة «الونشريس» سنة 834 هجرية وتوفي في عام 942 هجرية بمدينة «فاس» بالمغرب من أبرز فقهاء المالكية الذين خلفوا ميراثا علميا هاما، وقد برز بعبقرية في إنتاج فكر إسلامي كان له فيض من الإسهامات في المحافظة على المنهج المذهبي المالكي.