أوصى باحثون وأكاديميون باستحداث جائزة الونشريسي للبحث العلمي للتحفيز على الاهتمام والبحث في التراث الفكري والثقافي للأمة، داعين في ختام المناظرة العلمية الثانية حول "الميراث الفكري للعلامة الشيخ أحمد بن يحيى الونشريسي" التي انتظمت بمدينة تيسمسيلت بمبادرة من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لهذه الولاية إلى تشجيع البحث والتمحيص في تراث علماء البلاد "الذين تركوا للأجيال المتعاقبة ولنخبها نهرا علميا وفكريا وقيما عتيدة". وألح المشاركون في هذا اللقاء الذي عرف حضور جامعيين وباحثين وشيوخ للزوايا وأئمة وطلبة من مختلف أرجاء الوطن على ضرورة اهتمام الجامعيين والطلبة "بإعداد مذكرات وأطروحات تعنى بالتراث الونشريسي الثري بالإضافة إلى إنشاء مكتبة خاصة بتراث هذا الشيخ الفقيه العلامة تجمع كل كتب ومخطوطات الونشريسي وكل ما ألف حولها"، كما طالبوا بترسيم المناظرة العلمية الوطنية كتقليد سنوي إلى جانب العمل على طبع أعمال الملتقى في كتاب يتم توزيع نسخه على مختلف الجامعات والمكتبات الوطنية حفاظا على المساهمات العلمية القيمة التي ينتجها هذا اللقاء من الضياع ولتكون الاستفادة منها دائمة"، كما جاء في لائحة المقترحات التي توجت بها أشغال هذه المناظرة العلمية، وكانت هذه التظاهرة العلمية قد عرفت حضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف «أبو عبد الله غلام الله» الذي أكد في كلمة ألقاها بالمناسبة، بأن جيل الشباب بحاجة لأن يستمد من تراث بلاده الفكري والثقافي قيما تضيء له عمل الحاضر والمستقبل، كما شهدت المناظرة العلمية في يومها الأول الدعوة إلى الالتفات نحو التراث الفكري للعلماء الجزائريين باعتباره فكرا صالحا لمواجهة فوضى الفتاوي الدينية ومناهضة العديد من الإشكالات الاجتماعية الراهنة"، وقد انتظم على هامش هذا اللقاء أيضا معرضا ضم مختلف الشواهد عن مسار العلامة الشيخ «أحمد ابن يحيى الونشريسي» من كتبه ومخطوطاته وبعض لوازمه، كما تم الإعلان عن فتح ورشة دائمة للبحث والدراسة حول تراث هذا العالم وإسهاماته في تعزيز الفكر الإسلامي والتنظير في فقه المذهب المالكي.