قام وفد رفيع المستوى من حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس، بعقد لقاء هو الأول من نوعه لمسؤولين في حكومة السراج مع المشير حفتر منذ عودته الشهر الماضي بعد رحلته العلاجية في مصر وفرنسا وتزامن ذلك مع احتفال الجيش الليبي أمس بتخريج مقاتلين جدد، وتنظيم عرض عسكري ضخم، هو الأول من نوعه، بمناسبة الذكرى الرابعة لإطلاق المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، عملية «الكرامة» ضد الجماعات المتطرفة في شرق البلاد، بينما تخوض قواته معارك لتحرير مدينة درنة، آخر معاقل الجماعات الإرهابية في المنطقة الشرقية. وقال بيان رسمي لإدارة الإعلام بحكومة السراج إن فتحي المجبري، نائب السراج، التقى، مع المشير حفتر في مكتبه بالرجمة خارج بنغازي، مشيراً إلى أن الوفد المرافق للمجبري ضم وزراء العدل والاقتصاد، ورئيس مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا، وقيادات عشائرية. ولفت البيان إلى أن حفتر، الذي وصفه بالقائد العام، رحب بالوفد، مشيراً إلى أنه جرى تبادل الحديث حول هموم ومشكلات الوطن.وبينما وضعت مصادر في حكومة السراج هذا الاجتماع النادر في إطار ما وصفته بمحاولة جديدة لحل الخلافات بين حفتر والسراج، قال مسؤول مقرب من حفتر ل«الشرق الأوسط» إن الاجتماع لا يحوي أي دلالات سياسية، ويقتصر فقط على زيارة اجتماعية لتهنئة حفتر على عودته سالماً إلى أرض الوطن بعد رحلته العلاجية الأخيرة. لكن هذا الاجتماع يمثل في كل الأحوال نقلة نوعية في علاقات المشير حفتر مع أعضاء حكومة السراج، علماً بأن حفتر سبق أن رفض، وفقاً لمعلومات نشرتها «الشرق الأوسط»، مؤخراً عرضاً سرّياً قبل نحو شهرين، حمله المجبري بتكليف من السراج، لتقاسم السلطة، مجددا تأكيده عدم اعترافه بحكومة السراج التي لم تحظَ بموافقة مجلس النواب.وسبق للمشير حفتر أن أمر العام الماضي بمنع أي مسؤول في حكومة السراج من ممارسة أي نشاط رسمي في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الجيش الوطني، كما سمح حفتر لقوات الجيش بطرد أي مسؤول أو وزير ينتمي إلى حكومة السراج في حال وجوده على أراضٍ خاضعة لسيطرتها، خصوصاً في المنطقة الشرقية بالبلاد.