افتتح وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب فعاليات مهرجان "أمسيات ثقافية سورية" في مركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا في القاهرة تحت شعار "حرية بس"، بهدف تسليط الضوء على معاناة الشعب السوري ودعم الجهد الإغاثي. ويتضمن المهرجان الذي افتتح الخميس وتنظمه هيئة مغتربي سوريا الأحرار، معرضا للفن التشكيلي بمشاركة 135 لوحة وعملا فنيا لفنانين عرب وأجانب من 23 دولة، بينها إسبانيا وبريطانيا وألمانيا، وأمسيات شعرية وحفلات موسيقية وندوات ثقافية. ومن بين المشاركين الفنان التشكيلي السوري علي فرزات الذي قدم للمهرجان خمسين عملا كاريكاتيرياز كما يحضر الخط العربي منير الشعراني والممثل جمال سليمان والمخرج المسرحي المصري أحمد إسماعيل. وعلى مدى أربعة أيام تنفتح الفعاليات على مختلف الفنون، فعلى مسرح البالون يحيي الفنان العراقي نصير شمة حفلا موسيقيا، وتنظم أمسية شعرية للشعراء أحمد فؤاد نجم وزين العابدين فؤاد (مصر) وحسان عزت ورشا عمران (سوريا)، إلى جانب أمسية موسيقية تحييها فرقة "مصابيح" السورية. وتقام السبت ندوة بعنوان "تحديات انتصار الثورة السورية"، وحفل فني على مسرح البالون يحييه الفنان السوري خاطر ضوا، وحفل آخر يوم الأحد يحييه الفنان السوري سميح شقير. وتتضمن الأمسيات أيضا سوقا لبيع منتجات الحرف التقليدية واليدوية السورية. وقال وزير الثقافة المصري في كلمة الافتتاح إن "عام 2013 سيكون أفضل كثيرا من العامين الماضيين، وسوف تحصد الشعوب نتاج ثوراتها ونضالها الحر"، مشيرا إلى أن رعاية هذا المهرجان ليس تفضلا من وزارة الثقافة أو الحكومة المصرية، ولكنه "الواجب الذي تمليه علينا الأخوة العربية الإسلامية". وأشار الوزير إلى أن الفن السوري يوجه رسالة قوية من القاهرة إلى الثورة في سوريا، مفادها أن الثقافة والفن والإنسان في ظل الحرية سيبقى دائما "صمام الأمان ضد كل خطر وأي تحدّ". من جهته قال يحيى قضماني رئيس هيئة المغتربين السوريين الأحرار الداعية إلى المهرجان، إنه "يأتي لدعم الثورة والشعب السوري معنوياً ومادياً، فما يعرض من أعمال يعبر عن الوضع في سوريا، وهذا أول مهرجان نقيمه، وسوف نجول به العالم لدعم ثورتنا السورية". وأضاف قضماني في تصريح للجزيرة نت أن "الكلمة في نظري قد تكون أقوى من الرصاص، والفن الذي هو روح الأمم والشعوب هو الحامي لها في لحظات المحن والتغيرات، والثورة أظهرت إبداعات لم تكتشف من قبل، وعندما تحرر الإنسان السوري من قبضة الاستبداد تتفجر طاقاته وإبداعاته". من ناحيتها قالت النحاتة السورية المقيمة بالخارج قمر الدروبي "جئنا إلى مصر لنقدم إبداعنا كله لصالح الإغاثة الإنسانية للاجئين السوريين، كلنا مع المقاومة السلمية المشروعة، لكن الطغمة العسكرية الحاكمة أبت إلا عسكرة الأمور من بدايتها". بدورها عبرت الفنانة السورية نورا قابل في حديث للجزيرة نت عن إيمانها بأهمية النضال من خلال الفن والإبداع والذي يستمد جماله وواقعيته من واقع النضال السوري ضد الاستبداد والظلم. وقال مسؤولون في المهرجان للجزيرة نت إن هناك مؤسسة أوروبية رصدت 200 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية للأعمال المشاركة، تبرعا لدعم ومساندة الشعب السوري في محنته. ويختتم المهرجان الذي يستمر أربعة أيام فعالياته الاثنين المقبل بحفل تكريم للمشاركين في الفعاليات المختلفة على مسرح الجمهورية، بمشاركة فرقة "إسكندريلا" من مصر، وفرقة "مر الكلام" من سوريا.