افتتح مهرجان الحكاية في مدينة صفاقسالتونسية في قاعة المسرح البلدي الكبرى في المدينة تحت عنوان "حكايات من فلسطين" واشتمل على ثلاث فقرات جمعت بين الحكاية التونسية بعد الثورة، إذ قدم تلاميذ المعهد النموذجي بصفاقس، باشراف الاستاذ غسان كمون، فقرات مسرحية ساخرة واختتم حفل الافتتاح بفقرات من الدبكة قدمتها مجموعة من شبان فلسطينيين ولدوا في تونس. وكانت الفقرة المركزية لضيف المهرجان الأديب سلمان ناطور الذي قدم لمدة أربعين دقيقة حكاياته من الذاكرة بأسلوبه المميز وأدائه الخالي من المؤثرات المسرحية وروى الحكاية كما تروى معتمدا إيقاعا دراميا وتعاقبا سرديا يلتقي فيه المبكي بالمضحك والمحكي بالفصيح وسيرة الراوي بسيرة أبطاله ورغم أنها حكايات متعددة الأزمنة والأمكنة والشخصيات إلا أنها تشكل ذاكرة واحدة هي ذاكرة الحياة وذاكرة الموت. وقدم ناطور حكايات أبي صلاح اللواح والشيخ عباس وعبد الحسن وحيفا ويافا وصفورية وأم الزينات وشفاعمرو لينهيها بحكاية الرحيل والكشف عن المأساة التي يخفيها أبو صلاح: " راحت البلد وراحت الأرض وراح الزعتر وراحت المرة وراح الولد وما بقي لي غير هالحطة (الكوفية) ، قبل ما يعملوا منها فساتين للسهرة، خذوها، خذوها، خذوها"، وسلم ناطور كوفية أبي صلاح للشبان الفلسطينيين الذين ولدوا في تونس وتلقوها بفرح وانطلقوا بعد ذلك في دبكات "يا زريف الطول والجفرا" وقد صفق الجمهور التونسي لدقائق طويلة ووقف ليعبر عن حبه لفلسطين وعن تأثره البالغ بالحكايات التي سمعها. وفي البيان الصحفي الذي عممته إدارة المهرجان عقب الافتتاح ونشر في العديد من وسائل الاعلام التونسية، جاء: " ضيف الاحتفال الأديب سلمان ناطور، تألق في رواية حكايات فلسطين في مواجهة الاحتلال... وهي مواجهة خارج ساحة الحروب التي تندلع وتنطفئ. مواجهة يومية. الفلسطيني فيها مدجج بذاكرته وبحبه لأرضه ووطنه وشعبه وبأشيائه الصغيرة التي تعجز كل جيوش الأرض عن محوها وإلغائها". وقد استضاف المهرجان أيضا الفنانة التشكيلية ندى ناطور حيث عرضت بعض أعمالها الخزفية في صالة المسرح اليلدي وطبع نصها "بيد ترتجف" ووزع على المدعوين ونظمت لها ورشة لتعليم فن السيراميك. كما زارت المعهد العالي للفنون في المدينة واستقبلها رئيس قسم الفنون التشكيلية الدكتور كمال الكشو والتقت عددا من الفنانين التشكيليين. وفي اليوم التالي قدم ناطور محاضرة في المكتبة الجهوية عن تجربته في جمع وسرد الحكاية، هذه التجربة التي استمرت أكثر من ثلاثين عاما حيث أحيى الذاكرة الفلسطينية وجمعها في كتابه "ستون عاما، رحلة الصحراء" ويعرض مختارات منها في مهرجانات وأمسيات ثقافية في الوطن وخارجه. وفي جزيرة قرقنة قدم ناطور "ذاكرة" في دار الثقافة أمام جمهور كبير من شبيبة الجزيرة الذين أصغوا بشغف الى الحكايات ثم تحولت الأمسية إلى اجتماع تضامني مع الشعب الفلسطيني بتقديم الحكواتية سوسن كانون التي أنشدت ومعها الجمهور الأغنيات الفلسطينية: منتصب القامة أمشي وأناديكم.