أكّد مدير المهرجانات الدولية بوزارة الثقافة المصرية السيد أمير نبيل أنّ التجاوب الجزائري مع العروض المصرية المختلفة المقدمة في المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني يؤكّد على التواصل الثقافي الموجود بين البلدين والشعبين الجزائري والمصري. وأوضح السيد أمير في تصريح ل(واج) أنّ هذا التواصل الذي لاحظه أعضاء الوفد المصري المشارك في المهرجان عكسه التجاوب الشعبي الجزائري "الكبير" مع مختلف العروض المصرية المقدّمة وذلك في مختلف الفنون سواء كانت مسرحية أو فلكلورية أو موسيقية، وقال نفس المتحدث أنّ التجاوب والتفاعل "يؤكّدان فعلا بأنّ الشعب الجزائري شعب فنان وذوّاق ومتعطّش لكلّ ما هو فن أصيل وراق". وبخصوص المشاركة المصرية في فعاليات هذه التظاهرة الإفريقية ذكر بأنّها تضمّ حوالي 130 فنانا ومحاضرا وأديبا حيث "يصرّ هؤلاء على المساهمة في إنجاح هذا الحدث الثقافي القاري الهام وذلك تأكيدا لأهمية الثقافة الإفريقية الثرية والمتنوعة"، ومن بين أهمّ الفرق المشاركة فرقة الطبول النوبية والآلات الشعبية المصرية التي تأسّست في 1990 من قبل الفنان انتصار عبد الفتاح حيث تعمل هذه الفرقة "الفريدة من نوعها" على الحفاظ على التراث الغنائي والإيقاعي النابع من نهر النيل بالطريقة والأسلوب واللكنة النوبية القديمة. كما يشمل البرنامج على عروض لفرقة "النيل للآلات الشعبية" تحت إشراف المخرج عبد الرحمن الشافعي والتي شاركت في الحفل الافتتاحي للمهرجان كما قدّمت عرضين بالجزائر العاصمة نالت استحسانا كبيرا من قبل الجمهور الجزائري، وتتواجد هذه الفرقة حاليا بمدينة سيدي بلعباس للمشاركة في المهرجان الوطني للفلكلور. كما تتجسّد المشاركة المصرية هذه بفرقة "السيرة الهلالية" المصنّفة ضمن التراث العالمي غير المادي حيث يلقي فنانون مصريون في عدد من ولايات الوطن السير الشعبية في الأدب الشعبي العربي وفي الفلكلور المصري والمتمحورة أساسا حول سرية قبيلة بني هلال ورحلتهم من أراضي شبه الجزيرة حتى وصولهم إلى المغرب العربي بعد الجفاف الذي ضرب أراضيهم. إلى جانب هذا تشارك فرقة تخت شرقي في المهرجان بتقديمها للقوالب الموسيقية الآلية والغنائية والإيقاعات العربية وفرقة الجاز "افتكاسات" وغيرها من الفرق، كما خصّص البرنامج المصري في المهرجان جانبا للمعارض من خلال ثلاثة نماذج تعرف أكثر بإبداعات الفنانين المصريين في اللون منها معرض للفنون التشكيلية بشقّيه المعاصر والتراثي ومعرض للحرف التقليدية وثالث للتصوير الفوتوغرافي. وقصد التعريف بالمسرح والمسرحيين المصريين ارتأى القائمون على البعثة المصرية في المهرجان تنظيم معرض بالصور يروي مسار المسرحيين المصريين الذين ساهموا في إثراء المسرح المصري والعربي والإفريقي. وموازاة مع هذه الأنشطة يشارك أدباء ونقّاد وأخصّائيون مصريون في مختلف الندوات والملتقيات المنظّمة حول مواضيع الأدب الأفريقي والسينما الإفريقية، أمّا في مجال السينما فتشارك مصر بعدّة أفلام روائية طويلة وقصيرة وتسجيلية وتاريخية ومن أبرزها الحديثة "عمارة يعقوبيان" وفيلم "في شقة مصر الجديدة" وكذا فيلم "حين ميسرة".