ظهرت في الآونة الأخيرة و بشكل ملحوظ نوع جديد من الملابس الرجالية و النسائية يحمل مصطلحات انجليزية و صورا غريبة، تعبر عن مناهج الغرب و عاداتهم المتجردة من الأخلاق و الدين, البعض منا لا يعرف معنى هذه المصطلحات و البعض الآخر يعرف و مع ذلك يشتريها و لا نعرف لماذا، فأصبحنا بذلك كأداة يستخدمها الغرب لتغيير مبادئنا و أخلاقنا و بالتالي التخلي و الابتعاد عن ديننا. عبارات مسيئة و صور فاضحة على ملابس الشباب يرجعها بعضهم إلى الموضة, و آخرون يقولون إنها العولمة و التطور التي يجب مواكبته, نحن نتكلم على ملابس و ثياب يرتديها بعض شبابنا تحمل رموزا و عبارات مسيئة و خادشه للحياء, قد لا يعرف مرتدي هذه الثياب ماتعنيه هذه الرموز و العبارات التي تحملها ملابسه ,فهدفه من كل هذا هو متابعة الموضة و مواكبة كل ما هو غربي , لكنها في الحقيقة أزمة انسلاخ عن الهوية تدق الأبواب. إن الاهتمام المتزايد بالموضة بات أشبه بالهوس أو الهستريا خاصة مع انتشار ظاهرة "الهيب هوب" التي أصبحت تحتل مكان هاما في مجتمعنا وتعتبر العامل الرئيسي الذي أدى إلى انتشار مثل هذه الملابس التي تحمل تلك الكلمات و العبارات الخادشة للحياء و على سبيل المثال نذكر منها: Vixen – امرأة سيئة الخلق و كذا Theocracy الشرك بالله و أيضا Atheist ملحد و كذا الماركة العالمية المعروفة Nike و التي تعني صنم يعبد من غير الله و كلها ملابس متداولة في الشارع الجزائري. "كول اللي يعجبك و البس اللي يعجب الناس" من منا لا يعرف هذا المثل الجزائري الذي يدعو في معناه الباطن إلى احترام الغير في ارتداء و اختيار الملابس, لكن للأسف الشديد هذا لم يعد له وجود خاصة في ظل التطور السلبي الحاصل الذي يعمل على هدم قيم مجتمعنا, استطلعت "الاتحاد" أراء بعض الناس في هذا الصدد, فيقول محمد شاب 22 سنة ان الجهل باللغة الإنجليزية من بين العوامل التي ساعدت على انتشار مثل هذه الملابس فمعظم من يرتديها لا يعرف معاني الكلمات التي كتبت عليها فهو يرتدي من أجل مواكبة الموضة لا غير ,أما عمي جمال فيقول لا يجب أن نعلق ارتداء شبابنا لهذه الملابس على شماعة الجهل فالذين يرتدونها تجدهم من خريجي الجامعات و المعاهد, و يضيف كمال 25 سنة فيقول أنا أعشق "الهيب هوب" و أبحث دائما عن الملابس الغريبة و المتميزة التي تعبر عن ما أشعر به, و حتى إن كنت أتلقى تعليقات من بعض الأصدقاء, غير أني لا أأبه لذلك لأني أرتدي ما يعجبني و فقط. و حتى الجنس اللطيف بات يستهويه هذا النوع من الملابس التي تحمل شعارات مكتوبة باللغة الإنجليزية و صورا لممثلين و رياضيين, و الدافع من وراء ذلك هو تقليد شخص مشهور ارتدى مثل هذه الملابس غير آبهين بما تحمله أجسادهن. من يتحمل المسؤولية؟ الأكيد أن انتشار مثل هذه القمصان التي تحمل مختلف العبارات المتعارضة مع القيم و العادات و خاصة مع ديننا الحنيف بين الشباب مرده إلى انتشار الثقافة الغربية بما تحمله من عادات و قيم تتنافى و قيمنا المجتمعية و الدينية على حد سواء، و لعل أن العامل الرئيسي في تفاقم هذه الظاهرة هو غياب الوعي لدى الأهل و الأسرة التي تعتبر مصدرا لعاداتنا و تقاليدنا، و كذا المؤسسات التربوية التي لها دور أيضا في التوعية حتى يكون لشبابنا سلوك ايجابي يعمل على خدمة الوطن لا العكس، و لكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه هو أين هي الرقابة من كل هذا؟ أليس من المفروض أن هناك جهات وصية و لها دور في عدم إدخال مثل هذه الملابس إلى السوق الوطنية، ألم يحن الوقت لسن قوانين لوقف مثل هذه المهازل التي و بلا شك سوف تقودنا إلى فساد أخلاقي خطير لن نجني منه إلا الخراب؟ إن تفاقم هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا تستلزم الوقوف و بقوة في وجه هذا الانحدار الأخلاقي الذي يعمل على تفكيك المجتمع و تسخير كل المجهودات و على مختلف الأصعدة للتصدي للانسلاخ عن الهوية الإسلامية و التصدي إلى الغزو الثقافي الغربي لمجتمعنا العربي الهوية.