تسبّبت الحرائق المهولة التي نشبت في أكثر من 20 بلدية ببجاية خلال 24 ساعة الماضية، في إتلاف أزيد من 353 هكتار من الغابات والآلاف من الأشجار المثمرة، خاصة أشجار التين والزيتون، حيث سجلت خسائر كبيرة في كل من بلديات كنديرة والقصر وملبو وأعالي بني معوش. وفشل رجال الإطفاء في وقف زحف الحرائق بسبب انتشارها في مناطق متباعدة عن بعضها، مما حال دون تنسيق جهود رجال الإطفاء الذين لم يدخروا جهدا لإخمادها، حيث ظل الكثير منهم يقاوم ألسنة اللهب لأكثر من 72 ساعة دون توقف خوفا من امتدادها إلى المنازل، وتم تسجيل محدودية الإمكانات المادية لرجال الإطفاء، ما دفع بالكثير من المتطوعين للوقوف الى جانبهم. وحسب مسؤولين من محافظة الغابات ببجاية، فقد تم إخماد أغلب الحرائق التي ظلت ملتهبة لعدة أيام من قبل رجال الإطفاء والمتطوعين ولم تبقى إلا بعض النيران الملتهبة التي تسهل السيطرة عليها، خاصة مع توقف هبوب الرياح التي تزداد قوتها خلال فترات الليل. وحسب آخر التقارير الواردة من محافظة الغابات، فإن الحرائق المسجلة سنويا تخلّف خسائر كبيرة جدا وتهدد الثروة الغابية، من خلال انقراض أجناس حيوانية خاصة الزاحفة منها والطائرة. وبالنسبة لسنة 2009 فقد أتلفت الحرائق أزيد من 1856 هكتار. وخلال سنة 2010 تجاوزت الحصيلة المؤقتة 2500 هكتار، وهو ما يدعو إلى التفكير في تدعيم طرق مقاومة هذه الحرائق التي قد تجعل بجاية بدون غابات خلال العشر سنوات القادمة.