نشبت زوال أوّل أمس، حرائق مهولة امتدّت ألسنتها على مساحة فاقت ال 50 هكتارا من غابة منطقة "كوكا" بوهران، واستدعت تدخّلات واسعا من قبل مصالح الحماية المدنية والبلدية والجيش. تفاجأ الوهرانيون لتغيّر مناخي مفاجئ، نتج عنه يوم حارّ على غير المعتاد في باقي أيّام الصيف بعاصمة الغرب الساحلية، حيث تمّ تسجيل عدّة حالات فيما يتعلّق بصعوبة التنفّس، وكان وراء ذلك حرائق واسعة كانت مسرحا لها غابة منطقة "كوكا كولا" بأعالي الجبل ببلدية مسرغين، حيث امتدّت ألسنة النيران لتشمل مساحات واسعة من الأدغال والحشائش اليابسة وكذا الأشجار التي أتلفت، إلاّ أنّ اللافت للانتباه أنّ الانتشار الواسع للنيران كان سببا في تعارك مصالح الحماية المدنية معها لمدّة أكثر من سبع ساعات، حيث تدخلّت 11 وحدة تابعة لنفس المصالح في العملية التي تعدّ الأكبر من نوعها على اعتبار المساحة المتلفة التي تجاوزت ال 50 هكتارا، كما كان لضعف إمكانيات مصالح الحماية المدنية التي حاولت جاهدة أن تتحكّم في الحريق وتحصره، داعيا لتدخّل مصالح البلدية ومديرية الغابات وكذا تقدّم مصالح الجيش بإمكانياتها الماديّة لذات الغرض، واستمرّت عملية الإطفاء إلى غاية الساعة الثامنة مساء، حيث تمّ إخماد النيران نهائيا ولم تقدّر خسائر معتبرة باستثناء بعض الأشجار والباقي كلّه من الأعشاب والحشائش اليابسة المنتشرة بكلّ مكان، ولم يتّم تحديد الأسباب الحقيقية في اندلاع هذه النيران والتي قيّدت ضدّ مجهول، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيق، مع الإشارة إلى أنّ الحرائق التي عرفتها وهران خلال الشهر الماضي، تسبّبت في إتلاف أكثر من 7 هكتارات من المحاصيل والغابات والأدغال، حيث تمّ تسجيل 11 حريقا خلال هذه الفترة، منها 5 حرائق في شهر ماي الفارط على مستوى كلّ من عين الكرمة، مسرغين ومرسى الكبير، تسبّبت في إتلاف 4 آلاف متر مربّع من الغابات والأعشاب والأدغال، كما أنّ حوادث الحرائق تسبّبت العام الماضي في إتلاف أكثر من 26 هكتارا، 70 % منها ببلدية العنصر وطفراوي، وذلك من خلال 36 حريقا سجّلتها مديرية الغابات، وفي إطار مكافحة الحرائق الناجمة عن ارتفاع درجة الحرارة وأسباب أخرى مجهولة، سطّرت مديرية الغابات مخطّطا وقائيا لحماية المحاصيل والمساحات الغابية، بينما أبدت مديرية الفلاحة تخوّفاتها من إتلاف المحاصيل الزراعية بفعل الحرائق خصوصا وأنّ الكثير من الفلاّحين لا يحترمون شروط الوقاية.