شارك حوالي 35 معتمرا جزائريا، خلال الأيام القليلة الماضية، في عملية فرار جماعية نفذها أكثر من ألفي موقوف من مختلف الجنسيات العربية والآسيوية، من مقر إدارة الترحيل بجدة بالمملكة العربية السعودية، حيث كانوا يخططون، قبل توقيفهم، للاختباء في انتظار أداء مناسك الحج. ذكر معتمرون جزائريون، شهود عيان أثناء حدوث عملية الفرار الجماعية، أن الموقوفين عمدوا إلى تسلق جدران المركز والتسلل إلى الشارع الرئيسي ب''الشرقية'' بمدينة جدة، عن طريق تقطيع أغطية واستعمالها كحبال تداول عليها العشرات من الموقوفين لتسلق الجدران التي وصفت بالعالية نسبيا، حيث تفرق مباشرة بعد عملية الفرار، الأجانب الموقوفين في مختلف الاتجاهات، ما صعب عملية مطاردة أفراد الشرطة والحرس السعودي للفارين. كما نقل شهود العيان أن حملة التوقيفات التي جرت وسط المعتمرين ''الحرافة'' والعمال غير الشرعيين بالمملكة العربية السعودية انطلقت نهاية الشهر الفارط، أسفرت عن تحرير الآلاف من المحاضر ضد الموقوفين من مختلف الجنسيات من بينهم جزائريون، يتواجدون على الأراضي السعودية على فترات مختلفة. وكان جزائريون معتمرون ينحدرون من ولايات الجزائر العاصمة وبرج بوعريريج وقسنطينة ووادي سوف (تحوز ''الخبر'' على أسماء بعضهم)، أفلتوا من قبضة مصالح الأمن السعودية في إطار حملة الترحيل ضد المتخلفين القادمين لأداء العمرة في المواسم الفارطة، قد اتصلوا بأهاليهم في الجزائر لطمأنتهم عن أحوالهم، كما أن البعض منهم حمل أخبارا عن توقيف جزائريين قدموا أسماء مزيفة أو يحملون بطاقات هوية مزورة تعود لأفراد من جاليات عربية أخرى. ''الخبر'' حاولت ربط الاتصال بالسفارة السعودية بالجزائر، إلا أن مسؤولين بها أحالونا على وزارة الداخلية السعودية أين اتصلنا بها هي الأخرى، حيث كان متحدث باسم مديرية الجوازات بمنطقة مكة صرح أن سجناء موقوفين خلال حملة المرحلين استغلوا عملية الشغب في إحدى قاعات الحبس، لينفذوا خطة الفرار الجماعي. كما أشار إلى أن المعنيين بقضية الفرار هم من مختلف الجنسيات غير متابعين بتهم جنائية أو قضايا إرهابية، إلا أنه تم إلقاء القبض عليهم بسبب مخالفات الإقامة غير الشرعية على تراب المملكة العربية السعودية. يذكر أن وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة السعودي قدر أن عدد المعتمرين من خارج المملكة العربية السعودية المتخلفين عن مغادرة البقاع المقدسة خلال موسم هذه السنة بلغ أزيد من 21 ألف معتمر، من مجموع أربعة ملايين شخص حصلوا على التأشيرة في إطار العمرة خلال العام كله.