يواصل المسرح الجهوي بباتنة تقديم العروض الفاكهية المبرمجة ضمن فعاليات شهر المنولوج الذي افتتح قبل يومين ويستمر إلى غاية العاشر من الشهر القادم، بمشاركة أكثر من ثلاثين مسرحيا يمثلون مختلف الفرق المسرحية التي تنشط في هذا المجال الفني. شملت العروض الأولى التي تابعها جمهور كبير مجموعة من الإسهامات الفكاهية، كان في مقدمتها المسرحي كمال بوعكاز من العاصمة، الذي قدم مونولوج بعنوان ''لوميناج '' ضمنه طرحا فكاهيا، معبرا عن طبيعة العلاقات القائمة في الإدارة الجزائرية والتي يسودها عادة الصراع بين الأطراف النقابية والمسيرين. وفي غياب العرض الخاص بتعاونية مسرحية الفصل الثاني بسيدي بلعباس بعد إصابة ممثلها في حادث مرور أثناء تنقله من بلعباس، قدمت الجمعية الولائية لفنون القصص والرواية بتيزي وزو عرضا حمل عنوان ''راس المحنة'' الذي أمتع الجمهور من خلال استعراضه في قالب مونودرامي قصة اجتماعية ذات ثلاث قراءات في صيغة فن الحكواتي مجسدة في شخص بسيط يتصارع مع مشاكله اليومية لتتلاحم التجارب الاجتماعية المشتركة. وفي قراءة ثانية يعبر العرض عن بعض الوقفات في تاريخ النقابة الجزائرية والنضال العمالي، كما شكلت القراءة الثالثة للعرض العمق الثقافي ل''راس المحنة'' الذي كلما تعرف على امرأة إلا وشكلت لديه صورة عن شريحة من شرائح المجتمع أما الممثل حجيرة مسعود من باتنة، فقد تناول في عرضه العديد من القضايا الاجتماعية التي تبدو ساذجة ولا معنى لها والتي هي أساس بناء المجتمع أو انهياره، ومن بينها التعدي على حرمات الناس من خلال معاكسة الفتيات، ومشكلة التفكك الأسري، وتحديد النسل وعلاقات الجوار في العمارات، كما عالج الممثل الأخلاق السائدة بين تلاميذ الثانويات وأسباب التسرب المدرسي وتدني مستوى التعليم. وعرج الممثل على طلبة الجامعات ورؤيتهم إلى المستقبل. وفي نهاية المطاف ابرز العرض جشع وطمع بعض المسؤولين الذين لايهمهم سوى تحقيق رغباتهم الخاصة.