لا يزال الغموض، هو سيد الموقف حول مشاركة الجزائر في منظمة الدول الناطقة باللغة الفرنسية ''الفرنكفونية''. ففي الوقت الذي أعلنت فيه باريس عدم معرفتها بالموقف الأخير للسلطات الجزائرية، أكدت مصادر دبلوماسية في العاصمة ل''الخبر'' أن ''الرؤية لم تتضح بعد ولا يزال متسع من الوقت للحسم في المشاركة من عدمها.'' عندما سئل الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية، عن مدى صحة أنباء تحدثت عن مقاطعة الجزائر لقمة مدينة ''مونترو'' السويسرية بين 22 و24 الشهر الجاري، أجاب برنار فاليرو في ندوة صحفية أمس قائلا ''ينبغي التأكد من هذه المعلومات''. وعلق دبلوماسي جزائري على هذا الرد، أن الخارجية الفرنسية تنتظر الرد الجزائري على دعوة الحكومة السويسرية لها بالمشاركة في قمة مونترو، علما بأن المرة الوحيدة التي حضر فيها الرئيس بوتفليقة قمة الفرنكفونية كانت في بيروت سنة 2003، والثانية في كندا، بينما تغيّب عن القمم الأخرى وأوفد تمثيلا أقل. وأضاف نفس المصدر''ربما لم تتضح الرؤية لدى الجزائر إزاء الجدوى من حضور القمة، وأيضا مستوى التمثيل.'' وكان بوتفليقة في القمم التي قاطعها، يوفد وزير الخارجية لحضورها، على اعتبار أن الجزائر تحتل مقعد ''المراقب''، على الرغم من أنها تحتل المرتبة الثانية بين الدولة المتحدثة باللغة الفرنسية، بعد فرنسا. وترفض الجزائر الانضمام لمنظمة الفرنكفونية، التي تضم الدول الناطقة باللغة الفرنسية وأغلبيتها مستعمرات سابقة للدولة الفرنسية. وتصر على عدم تغيير مكانتها كضيف لتصبح عضوا كامل الحقوق. وقد تلقت الجزائر بشكل رسمي دعوات للمشاركة الكلية والانضمام الكامل للمنظمة، لكنها ترفض ذلك لعدة أسباب تتعلق بماضي فرنسا الاستعماري في الجزائر، ورفضها التخلي عن ''سياسة الدونية التي تطبقها مع مستعمراتها سابقا''. وحسب المصدر الدبلوماسي ''إلى غاية الآن لا تزال الفرنكوفونية عنوانا للرواسب الإيديولوجية التي عهدناها فيها من قبل، والجزائر تلقت دعوات للانضمام إليها، لكنها تدرس الجدوى من ذلك وما درجة الاستفادة من الإمكانيات التي توفرها، وماذا تبدل لدى الدول التي تشترك في استعمال اللغة الفرنسية من انضمامها''. وتحسبا لقمة الفركوفونية شرعت، أمس السلطات السويسرية في نشر أزيد من 5 آلاف عنصر من قوات الجيش لتأمين هذا الموعد الذي سيحضره العديد من رؤساء الدول خصوصا الإفريقية.