شرع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ منذ مساء أول أمس في زيارة إلى العاصمة الزيمبابوية هراري ضمن مساع افريقية تهدف إلى تسوية الأزمة المستفحلة في هذا البلد على خلفية نتائج انتخابات الرئاسة الاخيرة. ويسعى رئيس المفوضية الافريقية خلال مهمته الأطراف المتخاصمة على حل خلافاتهم بإتباع سبيل الحوار على الطريقة الكينية. وأعلنت مصادر دبلوماسية إفريقية أن الرئيس الجديد للمفوضية الإفريقية حل بالعاصمة هراري منذ مساء الأحد على رأس وفد هام دون الكشف عن تفاصيل برنامج عمله ولكنها أكدت أن بينغ سيلتقي اليوم بالرئيس الزيمبابوي المنتهي عهدته روبيرت موغابي لإجراء مباحثات معه ومعرفة موقفه من تداعيات الأزمة السياسية في بلاده. وكان المسؤول الإفريقي أجرى نهاية الأسبوع الماضي مباحثات مع الرئيس الجنوب إفريقي تابو مبيكي الذي يلعب محور الوسيط في تسوية الأزمة الزيمبابوية، كما التقى بالرئيس الزامبي ليفي موناوازا لبحث سبل إنهاء حالة الاحتقان السياسي في الجارة زيمبابوي. ويأمل الاتحاد الإفريقي بلوغ هدفين رئيسين من خلال مساعي بينغ أولها أن يتم إجراء دور ثاني من الانتخابات الرئاسية في أفضل الظروف وثانيها تفادي حدوث انزلاق للوضع، كما حدث في كينيا قبل أشهر. وتأتي مساعي الوساطة الإفريقية في الوقت الذي ينتظر أن تعلن فيه لجنة الانتخابات عن موعد إجراء الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي جرى دورها الأول في 29 مارس الماضي. وكانت اللجنة الانتخابية العليا أكدت حصول مرشح المعارضة مرغان تسفانغيري على 47.9 بالمائة من أصوات الناخبين متقدما على الرئيس روبيرت موغابي الذي لم يتحصل سوى على43.2 بالمائة من الأصوات مما يستدعي حسب القوانين الانتخابية في هذا البلد خوض دور ثان لحسم أمر من يعتلي كرسي الرئاسة في زيمبابوي. ولكن حركة التغيير الديمقراطي التي خاضت المنافسة الرئاسية أكدت فوزها بأكثر من خمسين بالمئة في الاقتراع الرئاسي وهو ما لا يستلزم إجراء دور ثان لحسم الموقف. ولم يمنعها ذلك من مواصلة مشاوراتها بشأن مشاركة مرشحها في الدور الثاني من عدمه وهو ما أبقى حالة الترقب قائمة في انتظار حسم تاريخ إجراء الدور الثاني وإعلان المعارضة عن مشاركتها من عدمه. وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم حركة التغيير الديمقراطي التي يتزعمها تسفانغيري أنه ولغاية الآن لم يتم أخد أي قرارات وان المشاورات بشأن المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية مازالت متواصلة. ولا يزال زعيم المعارضة تسفانغيري في دولة جنوب إفريقيا منذ شهر تقريبا حيث أبدى مخاوف من العودة إلى البلاد خشية اتهامه بالخيانة العظمى بسبب إجرائه لاتصالات عديدة مع مسؤولين أفارقة للتدخل في تسوية الأزمة الزيمبابوية التي بدأت منذ إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 29 مارس الماضي.