يستعد المغني المغترب نديم محمد بولعراس، الأيام المقبلة لإطلاق ألبوم جديد من باريس عنوانه ''نديم يغني لأحمد وهبي''، يعود فيه إلى مجموعة من أبرز وأنجح أغاني الراحل، متخذا من تجربته الأولى من نوعها فرصة للعودة إلى أصول الأغنية الوهرانية الجميلة، المرتكزة على الشعر الملحون والكلمة العميقة، وهي طريقة منه لرد الاعتبار لقامات الفن الأصيل مثل الشيخ حمادة، عبد القادر الخالدي، مصطفى بن إبراهيم، الشيخة رميتي، الشيخ سماعين الحاج.. هؤلاء الذين ننعتهم بالبدويين، يسردون عبر قصائدهم قصصا وحكايات ترجمتها أصوات بديعة كصوت أحمد وهبي وبلاوي الهواري. يقول نديم في تصريحاته الصحفية، أنه لو تخلى عن هذه المرجعيات لأصبح رجلا بلا روح ولا إرث ثقافي، لهذا فهو يترك نفسه ينساق وراء إغراء تلك الفترة من تاريخ الفن الجزائري، بصوت وموهبة ظاهرتين، نجح نديم في تجاوز العقبات وتدارك الأخطاء. ولد نديم في 5 جوان بالحي الشعبي باب الوادي. كان يمكنه أن يستجيب لنوستالجيا أغنية الشعبي الرائجة في ذلك الحي العتيق، إلا أنه رمى بشباكه بعيدا حينما استقرت عائلته في الغرب الجزائري، حيث تذوّق حلاوة الأغنية المحلية. لكنه مال أكثر إلى الأغنية العصرية، بتشجيع من أقاربه، وصقل السفر إلى بروكسل وأمستردام موهبته، قبل أن يستقر مجددا بوهران التي طبعت أسلوبه وطابعه. اضطر بعدها إلى الإقامة بفرنسا بعيدا عن الأهل، أين تمكّن من إطلاق مجموعة من الألبومات، الأول منها ''بلادي بلادي''، ''كل يوم مقلقة'' 1996، ''عيني تبكي بلادي''، على موسيقى ألفا بلوندي، كما كان ''نديم'' وراء الموسيقى التصويرية لفيلم100 % أرابيكا'' لمحمود زموري. في 1998 أصدر سينغل ''نورا'' ثم ''بيضة أنا'' في 99 تكريما للشاب حسني، تبعه تسجيل آخر في 2001 ''شعال''، ''حبيبتي مالها'' 2003، أما الألبوم السابع فأسماه ''في باريس'' سنة ,2007 حيث قدم أغنيتين باللغة الفرنسية حققتا نجاحا بارزا هما ''مامبا'' و''الهارب''. وقبلها بسنة أنجز عملا مشتركا مع توفيق بوملاح في وهران بعنوان ''أنا ليك''. الجدير بالذكر أن نديم كرس فترة 2007 /2009 لتحقيق تسجيلاته الخاصة بأحمد وهبي وإعادتها بشكل يقترب من الفنان الراحل، الذي ستخصص له مدينته وهران يومي 28 و29 أكتوبر الجاري حفلا فنيّا ضخما إحياء لذكرى وفاته.