"جمهورية الحاويات" تحت ضربات الجمارك أفادت مصادر جمركية مسؤولة، أن المديرية الجهوية للجمارك لميناء الجزائر تمكنت نهاية الأسبوع الماضي، من حجز 20 حاوية تتضمن أجهزة كهرومنزلية تتمثل في مبردات من صنع صيني، كانت قادمة من فرنسا بعد أن كشف التفتيش عن قيام صاحبها بتصريح كاذب للحمولة. * * توقيف وكيل العبور، والتحقيقات ستمتد الى التصريحات الجمركية السابقة * * حيث تم ضبط 1000 ثلاجة لم يتم التصريح بها، وأشارت نفس المصادر الى انه تقرر توقيف وكيل العبور الذي أشرف على العملية تحفظيا الى غاية الانتهاء من التحقيق الذي يشمل أيضا التصريحات السابقة للمستورد. * أكدت مصادر جمركية مسؤولة ل"الشروق اليومي"، أن أعوان الجمارك العاملون بميناء الجزائر، قاموا خلال تفتيش 20 حاوية التي صرح بها المستورد باكتشاف كمية إضافية من الحمولة لم يتم التصريح بها لدى مصالح الجمارك وضبط أعوان الجمارك حوالي 1000 ثلاجة إضافية تمثل عدد المبردات المهربة على خلفية أنه غير مصرح بها، ما يعادل 12 حاوية فقط تم التصريح بها رسميا من مجموع 20 حاوية المستوردة. * وأوضحت ذات المصادر أن المديرية الجهوية لميناء الجزائر قررت حجز جميع الحاويات وليس الكمية المهربة الإضافية، وتوصل التحقيق الى أن السجل التجاري تم كراؤه وسبق لنفس المصالح على مستوى ميناء الجزائر أن ضبطت حاويات بسجلات تجارية بأسماء مستعارة. * وقالت مصادرنا إن مصالح الجمارك باشرت إجراءات المتابعة ضد المستورد وستمتد التحقيقات الى جميع العمليات السابقة التي قام بها هذا المستورد بنفس السجل التجاري للوقوف على التصريحات الجمركية التي أعلن عنها، كما تم توقيف وكيل العبور تحفظيا عن العمل في انتظار نتائج التحقيق، ومن المقرر أن تتجاوز الغرامة المالية 8 ملايير سنتيم، حيث سيتم تحويل العملة الى الأورو بدل الدولار بعد أن كان المستورد قد صرح بقيمة 30 دولارا عن كل ثلاجة. * وتعد هذه العملية الخامسة منذ تنصيب المدير الجهوي الجديد للجمارك بميناء الجزائر، وتندرج في إطار "الحرب" التي تقودها مصالح الجمارك بتعليمة من عبدو بودربالة المدير العام للجمارك لإسقاط ما بات يعرف ب "جمهورية الحاويات" ضد شبكات التهريب التي بدأت في السقوط تدريجيا بعد حجز عدة حاويات للسلع المهربة إلى الجزائر بفضل التنسيق بين مختلف الفرق العاملة في ميناء الجزائر التي تدعمت بوسائل كشف متطورة واعتمدت استراتيجية تتماشى مع التقنيات التي أصبحت تلجأ إليها شبكات التهريب للإفلات من رقابة الجمارك وأثمرت عن حجز 42 حاوية في أقل من شهر بقيمة إجمالية تتجاوز 60 مليار سنتيم بميناء الجزائر فقط، قد يكون أبرزها حجز 4 حاويات مصدرها من دبي من طرف مفتشية الأقسام بميناء الجزائر معبأة بسجائر من نوع "ليجوند"، كما أشارت إليها "الشروق اليومي" في عدد سابق، وتم التصريح بأنها عبارة عن عقاقير، وتم أيضا حجز 4 حاويات معبأة بأجهزة كهرومنزلية عبارة عن آلات غسيل أوتوماتيكية وأجهزة تلفزيون من نوع "بلازما" قادمة من فرنسا صرح صاحبها أنها أجهزة مستعملة وسبق لنفس المصالح أن حجزت بنفس الميناء حاوية من 40 قدما معبأة بقطع غيار مستعملة قادمة من فرنسا.