شخص يسأل عن كيفية أدائه الصّلاة، حيث إنّه يكون منشغلاً في عمله حين يدخل وقتها، خاصة صلاتي الظهر والعصر، فهل يفرط في صلاته من أجل عمله أو يفرّط في عمله من أجل صلاته؟ قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} النساء: 103، ومكانة الصّلاة عظيمة في ديننا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''رأس الأمر الإسلام، وعموده الصّلاة'' رواه احمد والترمذي وغيرهما وهو صحيح، وهي أوّل ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة، ومَن ضيَّع صلاته فهو لمَا سواها أضيع. والمعروف عندنا أنّ دليل استقامة العبد وصلاحه هو أداؤه للصّلاة في وقتها وعدم تركها أو التّخلّف عنها، والمرء مأمور بأن يعبد الله بأداء الصّلاة في وقتها، ومأمور بأن يسعى في الأرض من أجل الاسترزاق بالحلال ومن أجل عمارة هذه الأرض، فلا بد من التّوفيق بين هاتين العبادتين، لأنّه كما هو مقرّر: يمكن للعادة أن تصير عبادة بمجرد النيّة، لهذا فإنّه يجوز للمرء أن يجمع صلاتي الظهر والعصر وأن يجمع صلاتي المغرب والعشاء جمع تقديم، أي في وقت الظهر ثمّ تذهب إلى عملك، وحتّى إن تأخّرت في الخروج منه إلى غاية دخول وقت العشاء، فإنّه يجوز لك أن تجمع جمع تأخير صلاتي المغرب والعشاء، فتكون بذلك مؤديًا لعبادتك مؤديًا لعملك فترتاح نفسك ويهنأ بالُك بإذن الله،وليس كمَن يضيع صلاته فلا يصلّيها طيلة الأسبوع، فإذا كان يوم الجمعة يوم العطلة رأيته من السبّاقين إلى المسجد أو كمَن لا يُصلّيها بحجّة العمل، وهي حجّة باطلة مردودة على أصحابها. وترك الصّلاة يُولّد ضيقًا في النّفس واضطرابًا شديدًا، وهو من سبب منع الرزق، وقد قال الله تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الرعد: 28، وقال تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ × الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} قريش: 3.4 امرأة نذَرَت أن تصوم ستين يومًا متتالية، وهي غير قادرة على الوفاء بنذرها، فماذا عليها؟ إنّ النّذر غير مرغّب في الشّريعة الإسلامية، لهذا ننصح بعدم التّسرّع إليه إذا كان متعلّقًا بأمر لا يطيقه الإنسان كما هو حال السائلة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''إنّ النّذر لا يقدم من ابن آدم شيئًا لم يكن الله قدّره له، ولكن النّذر يوافق القدر فيخرج بذلك من البخيل ما لم يكن يريد أن يخرجه'' رواه مسلم، لكن إن نذر المسلم فإنّه يجب عليه الوفاء. وإن كانت لا تستطيع صوم تلك الأيّام لمرض يمنعك حتّى من صيام شهر رمضان فقد سقط عنك النذر، أمّا إن كنت ممّن يصوم رمضان فإنّه يجب عليك الوفاء بما نَذَرَتْ به.ئ؟