أشارت مصادر مقربة من قطاع المناجم، أن عدة شركات صينية تسعى إلى الظفر بمشاريع في مجال الاستكشاف والاستغلال المنجمي في الجزائر. ويرغب الصينيون في إيجاد صيغة شراكة لاستغلال أكبر مناجم الحديد بالجنوب الغربي، ويتعلق الأمر بغار جبيلات ومشري عبد العزيز، ومناجم أخرى. أوضحت نفس المصادر ل''الخبر'' أن الشركات الصينية نجحت في افتكاك عدد من العقود والصفقات ما بين 2007 و2008 بالخصوص، على رأسها إعادة استغلال منجم الزنك والرصاص بالعابد بولاية تلمسان، التي أشرف عليه مكتب الاستكشاف والاستغلال لمقاطعة ''هينان''. واستكشاف واستغلال بعض مناجم الذهب من قبل شركة الأشغال ''شاولين'' بمساحات: إيسلفان جنوب وسيلدار وايدرسكي بمنطقة الهفار، ومساحات خاصة بالزنك والرصاص ببوخدمة وكف السماح وعين سجارة ببوفاعة ولاية سطيف. كما افتكت المجموعة الصينية ''شاولين'' صفقة هامة لاستغلال منجم منغنيز بمنطقة ''قطارة'' جنوب غربي بشار، والذي يحوي على احتياطي معتبر ب20 مليون طن. كما حصلت الشركة الصينية ''سي جي سي أوفرسيس'' على رخصتين لاستكشاف واستغلال مناطق منجمية؛ الأولى ببلاد مبدنة بتندوف، تحوي على النحاس والذهب ومعدن الموليبدان، فضلا على مساحة ''عقيلات ديلال'' بتندوف أيضا، والتي تحوي على الذهب. كما استفادت الشركة الصينية ''الشركة الصينية للهندسة'' من رخصة استكشاف واستغلال مساحة بعين ألارين بمدينة تمنراست تحوي على الذهب. فيما حصلت شركة ''جي سي جي أوفرسيس'' بتمنراست على أربعة حقول أو مساحات للاستكشاف والاستغلال تشمل على مواد الذهب والرصاص بكل من ''تين زبان وأمسكور وشط إيلار وتيهيماتين''. وتتواجد حاليا عشر شركات صينية على الأقل تنشط في هذا القطاع في الجزائر. وتبدي الشركات الصينية اهتماما بإمكانية تطوير مناجم الحديد التي تمتلكها الجزائر، خاصة تلك الواقعة بين تندوف وبشار. ويتعلق الأمر ب''غار جبيلات'' و''مشري عبد العزيز''. ويسعى الصينيون إلى الظفر بصفقة تسمح لهم بالتموقع فعليا في إنتاج واستغلال الحديد في المنطقة، خاصة بعد نجاحهم في الظفر بعدد من المشاريع المماثلة في استغلال الحديد الموريتاني. ويبقى مشروع استغلال منجم الذهب بغار جبيلات من بين أهم المشاريع، إلى جانب منجم المنغنيز بقطارة ببشار، الذي رصدت له الشركة الصينية أكثر من 500 مليون دولار إجمالا. فالمشروع الخاص بالحديد يتضمن أساسا إمكانية إقامة خط للسكك الحديدية لنقل المعدن إلى أحد موانئ الغرب الجزائري. ويبقى الصينيون من أهم منافسي الشركات البرازيلية التي أبدت نفس الاهتمام، بالنظر إلى الاحتياطات الهامة للمنجم ونسبة الحديد المتواجد به؛ فمنجم غار جبيلات يقع 130 كلم جنوب شرقي تندوف بمقربة من الحدود الموريتانية، أي أنه امتداد للمناجم التي تزخر بها موريتانيا. أما مشري عبد العزيز فيقع 400 كلم شرق تندوف وعلى بعد 250 كلم عن غار جبيلات. ما يمنع إمكانية ربطهما بشبكة من الطرق. وقدر احتياطي المنجمين بأكثر من 3 ملايير طن من معدن الحديد. أما الاحتياطي القابل للاستغلال بالنسبة لغار جبيلات، فإنه، حسب الخبراء، يبلغ 7,1 مليار طن بنسبة 57 بالمائة من المعدن، متواجدة بموقعين رئيسيين؛ الجهة الغربية ب780 مليون طن، والوسطى ب900 مليون طن. بالمقابل، فإن احتياطات مشري عبد العزيز تقدر ب700 مليون طن بنسبة 45,52 بالمائة من المعدن. وهذه المؤشرات هي التي تدفع الشركات الدولية إلى إبداء اهتمامها، خاصة الكبرى منها، بالنظر لإمكانية استغلال هذا المعدن بسهولة مع توفر الوسائل التكنولوجية والتأكد من الاحتياطات المتوفرة.