حينما يصلنا خبر قوم قد عقدوا العزم على أداء الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج ولم يفوّقهم الله في أداء هذه الشعيرة التي تستلزم النية والإستطاعة، فلا يجب أن يسقطوا في ضيق من أمرهم، فإذا كانوا من معشر المثقفين فعليهم الرجوع إلى كتاب الفيلسوف الأديب أبي حيان التوحيدي بعنوان ''الحج العقلي إذا ضاق الفضاء عن الحج الشرعي'' وبالتأكيد سيجدون في سلواهم التي تعينهم على بلواهم، وأما إذا كانوا من عيال الله وأحبائهم فما عليهم إلا العودة إلى ما كتبه الشيخ محمد بن عودة بن سليمان حول حج الحقيقة، وفي ظل هذه المعاني كلها يقول الشيخ الحجويري ''الحج نوعان: الأول في الغيبة والثاني في الحضور، فمن كان غائبا عن الله في مكة فهو كمن كان غائبا عنه في بيته، ومن كان حاضرا مع الله في بيته فهو كمن كان حاضرا معه في مكة'' إذن العبرة في كل أعمالنا وحركاتنا سواء مع الخالق أو مع المخلوق... هي طهارة القلب وصفاء السريرة والحج ليس غنيمة نبيع فيها آخرتنا مقابل دنيانا كما يفعل الذين ضلوا الطريق وتفرقت بهم السبل بعدما فرطوا في الاستمساك بحبل الله، ومع ذلك وبهذه المناسبة لا نملك إلا أن نقول حج مبرور وذنب مغفور للجميع إن شاء الله.