رغبة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة في استقدام مدرب أجنبي له سمعة عالمية اصطدمت بالعائق المالي الذي يبقى الشرط الأول لقدوم أي مدرب محترم للعمل في الجزائر. وقد درس رئيس الاتحادية عدة سير ذاتية لمدربين أجانب تم اقتراحهم على مكتبه بغية تدريب “الخضر“ خلفا للمدرب الوطني المستقيل رابح سعدان، خاصة في ظل الضغط الجماهير التي أصبحت تطالب بمدرب كبير يقود سفينة “الخضر“ إلى نتائج أفضل خاصة في نهائيات كأسي إفريقيا (2012 و2013) ومونديال البرازيل 2014 الذي يبقى الهدف الجوهري للقائمين على شؤون الكرة في الجزائر. جيار اشترط مدربا أجنبيا رئيسيا كبيرا موجة الغضب التي حضرها الوزير جيار في ملعب تشاكر بعد التعثر أمام تانزانيا من خلال المطالبة بتنحية سعدان وجلب مدرب أجنبي رئيسي كبير جعلت الوزير يقتنع بالخيار الأجنبي من أجل امتصاص الغضب الشعبي. وقد منح الوزير الضوء الأخضر لرئيس الاتحادية من أجل جلب مدرب أجنبي رئيسي من خلال إلغاء تعليمة الوزير السابق ڤيدوم وهو ما فتح الباب لروراوة لبدء عملية البحث عن المدرب الأجنبي الرئيسي المناسب ودراسة الشروط المالية للفنيين المقترحين على مكتبه. مدرب أجنبي متوسط ب 60 ألف أورو توجد على مكتب روراوة عدة سير ذاتية لمدربين من مختلف الجنسيات وبكفاءات مختلفة، منها سير لمدربين مغمورين يفضلون العمل في الجزائر بتفضيل الرهان الرياضي ل”الخضر“ ولو على حساب الجانب المالي، ومطالب هؤلاء الفنيين لا تتعدى 30 ألف أورو شهريا، بينما هناك مدربين متوسطين ويملكون سير محترمة وسبق لهم العمل في منتخبات وطنية كانت مطالبهم المالية لا تقل عن أجرة شهرية ب 60 ألف أورو شهريا على غرار المطالب المالية للمدرب الفرنسي تروسيي مثلا. مدرب من طينة تراباتوني ب 200 ألف أورو ولكن رئيس الإتحادية وبطلب من الوصاية كان يريد أن يستقدم مدربا كبيرا يكون في مستوى السمعة التي وصل إليها “الخضر“ خاصة بعد المونديال، وفي هذا الشأن اطلع روراوة مثلا على المطالب المالية مثلا لمدرب المنتخب المغربي ڤيريتس التي كانت مرتفعة، كما علم رئيس “الفاف” أن مدربا كفءا من طينة تراباتوني أو كابيلو لا تقل أجرته الشهرية والتكاليف الأخرى التي تخص طاقمه وإقامته وتذاكر النقل وغيرها من الامتيازات تصل إلى 200 ألف أورو شهريا، وهو ما يعني إنفاق الاتحادية في العام الواحد قرابة 35 مليار سنتيم على الطاقم الفني الجيد و70 مليار في عقد يربط المدرب بالاتحادية إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012. روراوة يرفض المغامرة بسبب غياب الأموال في ظل هذه المعطيات رفض روراوة بعد مفاوضات ماراطونية المغامرة بجلب مدرب كبير بقيمة باهظة والتي تعجز ميزانية الاتحادية عن توفيرها لأي مدرب، كما أن الوصاية لن تتمكن من تقديم هذا المبلغ لمدرب فني في ظل القوانين السارية في البلاد، ليجد رئيس الاتحادية نفسه مجبرا على التخلي عن الورقة الأجنبية خاصة بعدما نصحه مقربوه بعدم المغامرة ب 70 مليار سنتيم على مدرب قد يعجز عن تأهيل “الخضر“ إلى الغابون ليتحجج بتعثر أول مباراة أمام تانزانيا ويستفيد هو من كامل مستحقاته رغم عدم تحقيقه الهدف المنشود. مدرب رئيسي كبير بعد 2012... وفي هذا السياق، لم يغلق روراوة الباب في وجه الخبرة الأجنبية معتبرا أن رهان “الخضر“ حاليا يسير في ظل تواضع قيمة منتخبات مجموعة الجزائر، وقد أسرّ روراوة لمقربيه أنه يفضّل التعاقد مع مدرب أجنبي رئيسي كبير بعد دورة 2012، وذلك بصرف مبلغ باهظ على هذا الفني من أجل تحضير منتخب يستطيع التأهّل للمرة الثانية إلى المونديال المزمع إقامته بالبرازيل الذي يعد الهدف الأساسي لروراوة على المدى البعيد. ولكن جلب مدرب أجنبي مرتبط بالنتائج التي سيسجّلها الطاقم الفني الحالي بقيادة بن شيخة في العامين القادمين وفي حال تأهل “الخضر“ وتحقيق مشاركة مشرفة في الدورة القادمة هناك إمكانية تجديد عقد هذا الطاقم الفني. روراوة يطلب من الركائز مساعدة بن شيخة مباشرة بعد ترسيم قرار تعيين المدرب بن شيخة لخلافة سعدان على رأس العارضة الفنية، اتصل رئيس الاتحادية روراوة ببعض اللاعبين ممن يعتبرون ركائز المنتخب، حيث أطلعهم على قرار تعيين بن شيخة وطلب منهم مساعدة هذا المدرب الشاب في مهمة قيادة “الخضر“ نحو تحقيق نتيجة إيجابية في أول خرجة للمدرب الجديد في إفريقيا الوسطى. اللاعبون اندهشوا لقرار تعيين المدرب المحلي وقد أبدى اللاعبون اندهاشهم من قرار تعيين بن شيخة بعدما تداولت الصحف أسماء عدد من المدربين الأجانب، بل وصل برئيس الاتحادية إلى استشارة بعض اللاعبين في هوية المدرب الأجنبي بعدما كان مترددا في اختيار أربعة أسماء قبل أن يصطدم روراوة بواقع الجانب المالي الذي كان عائقا في تحقيق آمال اللاعبين والجماهير في رؤية مدرب له مستوى عالمي يشرف على العارضة الفنية ل”الخضر”. ... ومرتاحون لاستقرار التعداد ورغم أن جل محترفينا لا يعرفون شخصيا المدرب الوطني الجديد ماعدا حليش والعيفاوي بحكم أنهم من المحليين، إلا أن رفقاء يبدة مرتاحون كثيرا لقرار استقرار التعداد الذي سيشارك في المواجهة المقبلة أمام إفريقيا الوسطى، ويريد أشبال بن شيخة رفع التحدي وتحقيق وثبة نفسية بالعودة من هذه السفرية بكامل الزاد من أجل رفع حظوظ تأهل “الخضر“ إلى دورة الغابون 2012. جلول لتسهيل الاندماج وقد اشترط روراوة على بن شيخة العمل مع الطاقم الفني لسعدان من أجل أن يساهم كل من جلول وبلحاجي في تسهيل مأمورية الاندماج السريع للمدرب الوطني بن شيخة مع اللاعبين، وتكون هناك استمرارية على الأقل في المواجهة القادمة التي تعد أول احتكاك لبن شيخة مع اللاعبين المحترفين. للإشارة، فقد كان جوهر الخلاف بين روراوة وبن شيخة هو استمرار الطاقم السابق في مهمته حيث تمكن رئيس “الفاف” من إقناع بن شيخة بالعمل مع كل من جلول وبلحاجي. التربص القادم للتعارف وسيكون التربص الذي يسبق مباراة إفريقيا الوسطى (لم يحدد مكانه بعد) فرصة لبن شيخة من أجل التعارف والاقتراب من اللاعبين، وسيركز فيه الطاقم الفني الجديد على العمل النفسي من أجل تحفيز رفقاء زياني من أجل تحقيق الفوز وذلك بتطبيق تعليمات المدرب الوطني داخل وخارج الميدان في أول اختبار للمدرب السابق للمحليين.