صحيح أنّ المدرب عبد الحق بن شيخة لم يمض على أي عقد رسمي حتى الآن، إلاّ أنّ الإتفاق تمّ ومثلما كشفنا عنه أمس بينه وبين مسؤولي الإتحادية على تدريب المنتخب الوطني طيلة الإقصائيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012، في انتظار إمضائه الرسمي على العقد في الساعات القليلة القادمة. تأخر إمضاء بن شيخة على العقد لم يثنه عن الشروع في التفكير فيما سيقدم على القيام به على رأس “الخضر” بمجرد أن يباشر مهامه بصفة رسمية، الرجل ورغم وإدراكه بأن المادة الخام متوفرة، إلا أنه وحسب مصادر مقربة منه يعتزم إحداث ثورة حقيقية إمّا قبيل لقاء إفريقيا الوسطى أم بعده. فرض الصرامة والإنضباط داخل المجموعة أمر حتمي وأوّل ما يسعى “الجنرال” إلى فرضه داخل المجموعة، الصرامة والانضباط، وذلك بعدما تأكد من أنّ الأمور داخل غرف ملابس المنتخب ليست على ما يرام، وبعدما بلغه من مصادر مقربة من المنتخب أنّ بعض اللاعبين لا يحترمون قرارات مدربهم السابق، وكانوا يحدثون الفتنة داخل المجموعة اتحجاجا على قراراته، فضلا على أنّ بن شيخة وصلته أخبار تؤكد أنّ هناك بعض اللاعبين ممن يحبذون في كل تربص مغادرة الفندق بغية الترفيه عن النفس، والابتعاد عن ضغط التربصات، وهي كلها أمور يسعى المدرب السابق للعديد من الأندية المحلية إلى محاربتها بسنّ قانون داخلي يعرضه على اللاعبين ولو شفويا، لعله يتمكن من خلاله من فرض الانضباط والصرامة داخل المجموعة. حديث سعدان عن ما حدث قبيل لقاء إنجلترا جعله يضع إحتياطاته ولم يكتف بن شيخة حسب مصادرنا بما سمعه فقط، بل أنّ ما أدلى به سعدان من تصريحات في الآونة الأخيرة، عندما كشف بأن الأمور كادت تنفجر ليلة مباراة إنجلترا بسبب تصرفات بعد اللاعبين، جعل “الجنرال” يتأكد من أن بعض العناصر لابدّ لها أن توضع عند حدّها، وهو ما لن يتحقق إلاّ بالتعامل بصرامة معها، وهي طريقة يجيدها مدرب المنتخب المحلي كما ينبغي. لن يدخل بقوة، بل سيتعامل بليونة حتى لا يُخيف الجميع ذكاء بن شيخة كمدرب اكتسب خبرته من التجربة التي خاضها مع عدد قياسي من الأندية الكبيرة في الجزائر، فضلا عن تجربته الناجحة في تونس، جعله يقرر ألا يكون دخوله على المنتخب الوطني قويا، بل أنّ الرجل سيستهل مهامه بالتعامل بليونة مع لاعبيه حتى لا يزرع في نفوسهم الرعب والفزع من أوّل يوم، وحتى لا ينعكس كلّ هذا على نتائج المنتخب ومشواره، على أن يضع النقاط على الحروف معهم ويحدد لهم الخطوط الحمراء التي على رفاق غزال ألا يتجاوزها. تصفية عناصر مثل بلعيد، مجاني وشاقوري وكل من لا يلعب ومن بين القرارات التي علمنا أن بن شيخة ينوي القيام بها قبيل لقاء إفريقيا الوسطى أو بعده، هو تصفية العناصر التي لا فائدة منها، أو بالأحرى التي لم تلعب كثيرا منذ انضمامها، مصادرنا وحتى إن أكدت لنا أن بن شيخة لم يكشف عن أي اسم من هذه الأسماء لأحد، إلا أن حديثه عن العناصر التي لم تلعب كثيرا، يجرنا مباشرة إلى التفكير في مدافع كبلعيد الذي لم يلعب ولا مباراة رسمية منذ مجيئه، واكتفى في أول ظهور له بلعب مباراة إيرلندا الودية، كما أن المؤشرات توحي بأن لاعبا مثل شاقوري الذي لا يلعب إطلاقا مع ناديه لن توجه له الدعوة بعد الآن لأن وضعيته مرشحة للبقاء كما هي عليه، بالإضافة إلى إمكانية استبعاد مجاني الذي لا يفوق مستواه مستوى العديد من المدافعين المحليين في الجزائر، في صورة العيفاوي مثلا. من لا يلعبون مع أنديتهم لا مكان لهم في المنتخب كما قرر بن شيخة وحسب مقربيه عدم توجيه الدعوة لأي لاعب محترف لا يلعب مع ناديه بانتظام مهما كانت قيمته، وأنه سيستدعي اللاعبين الذين يتواجدون في أفضل لياقة بدنية، حتى يتمكن من توظيفهم أحسن توظيف لدى مجيئهم إلى المنتخب، وتجدر الإشارة إلى أن عهدة سعدان كانت مليئة باللاعبين الذين لا يلعبون بانتظام مع فرقهم، على غرار بلعيد، مجاني، شاقوري مؤخرا، وزياني قبلهم جميعا ولو أن زياني حالة خاصة بما أنّه قيمة ثابتة في المنتخب. ضمّ 3 لاعبين محليين فقط... وجابو، بلكالام وتجّار أكبر المرشحين وعكس ما يشاع بأن المدرب بن شيخة سيقدم على توجيه الدعوة لأكبر عدد من المحليين في المنتخب، كشفت لنا مصادرنا أن الرجل سيكتفي قبيل أو بعد لقاء إفريقيا الوسطى بتوجيه الدعوة لإثنين أو ثلاثة من لاعبي المنتخب المحلي، وهذا دون أن يكشف عن الأسماء، غير أنّ مصادرنا لم تستبعد إمكانية توجيه الدعوة لمدافع شبيبة القبائل بلكالام، ومهاجم اتحاد الحراش سابقا ووفاق سطيف حاليا جابو، وبدرجة أقل صانع ألعاب الشبيبة تجار، عدا ذلك فإنّ مصادرنا أكدت لنا أن بن شيخة لا ينوي توجيه الدعوة للاعبين محليين آخرين، ما داموا لم يبلغوا بعد مستوى اللعب في المنتخب الأول. عودة شاوشي ولموشية.... القرار صعب ويلزمه تشاور مع روراوة وبخصوص إمكانية إعادة العناصر التي أبعدها المدرب السابق رابح سعدان لأسباب أو لأخرى، علمنا أن بن شيخة لا يملك سلطة اتخاذ القرار في الأمر إلا بعد التشاور مع رئيس الإتحادية محمد روراوة في هذا الشأن، لأنه وبكل بساطة لا يعلم الأسباب الجوهرية التي كانت وراء إقصائها من الحسابات، وفي حال ما إذا تلقى الضوء الأخضر لإعادتها فإنه لن يقول لا لعودة قلب نابض في الوسط كلموشية وحارس كبير من طينة شاوشي الذي لا تختلف أخلاقه (إن صح ما قاله سعدان عنه) عن أخلاق الكثيرين في المنتخب الوطني وخارجه أيضا. “الفاف” تشترط على بن شيخة العمل مع طاقم سعدان علمت “الهدّاف” من مصادر موثوقة أن الإجتماع الأخير بين رئيس “الفاف” محمد روراوة و المدرب عبد الحق بن شيخة برز فيه خلاف واضح حول هوية المساعدين. فعلى الرغم الإتفاق بينهما على تولي بن شيخة قيادة المنتخب الوطني في المرحلة القادمة، إلا أن سعي روراوة للإبقاء على مساعدي سعدان (جلول وبلحاجي)، وإصرار بن شيخة على اختياره بنفسه مساعديه جعل التحفظ يطبع كل جانب. وعلى الرغم من ذلك إلا أن بن شيخة سيكون مدربا ل “الخضر” في مباراة إفريقيا الوسطى وأغلب الظن أن جلول وبلحاجي سيكونان معه، لكن بعدها ستكون لبن شيخة كل الصلاحيات لاختيار طاقمه. ويبدو أن “الفاف” حصلت بجلول وبلحاجي لذلك تريد فرضهما على بن شيخة.