أفضى تقرير خبرة عقلية أجريت على شاب مرحّل من معتقل غوانتانامو في 2008، إلى أنه مصاب بمرض عقلي مزمن. ومع ذلك أحال قاضي التحقيق المكلف بالقضية ملفه على غرفة الاتهام بمجلس قضاء العاصمة، التي أرسلته بدورها إلى محكمة الجنايات بغرض محاكمته. وجمعت ملاسنة حادة، أمس، قبل بدء المحاكمة، بين دفاع المتهم والقاضي الذي رفض ''معالجة الملف اجتماعيا''. انتظر والدا العائد من غوانتانامو سفيان حدرباش، أمس، ساعات طويلة في قاعة المحاكمة، قبل أن ينادي القاضي عمر بلخرشي على المتهم الذي استفاد من مرافعة المحامية حسيبة بومرداسي، موفدة الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، والمحامية فتيحة نغزة الموكلة في حقه. واقتادت الشرطة سفيان، 28 سنة، من مستشفى الأمراض العقلية فرانز فانون بالبليدة إلى المحكمة. ومكث المتهم بالمستشفى 7 أشهر حيث تلقى العلاج. وانتهت الخبرة العقلية التي خضع لها (تملك ''الخبر'' نسخة منها) إلى أنه مصاب بمرض عقلي مزمن. وجاء في التقرير أن المرض عبارة عن ''ذهان فصامي من نوع البارانويا''، بمعنى أن سفيان يعاني من انفصام في الشخصية. وقال التقرير إن الإقامة ست سنوات في سجن غوانتانامو هي سبب هذه الحالة. وأشار إلى أن حدرباش ''ليس خطيرا على الأمن العام ويمكنه متابعة العلاج في الوسط العائلي''. ويرى دفاع المتهم أن كل شروط إبطال المتابعة ضد المتهم متوفرة بموجب مضمون الخبرة العقلية، وأن قاضي التحقيق كان بإمكانه إعفاء سفيان حدرباش من المحاكمة عندما تسلم تقرير الطبيب من المحامية نغزة.