لجان تراقب المطاعم وباعة الجملة لكشف الممونين حذرت مصالح الرقابة المواطنين من شراء الخبز الذي يباع في الأسواق وعلى الأرصفة، لاحتوائه جرعات زائدة من مادة المحسنات التي يقوم بعض الخبازين الذين ينشطون بطرق غير شرعية بإضافتها للعجينة، بغرض الحصول على نوعية جيدة من الخبز، واستعمالهم لمحسنات مغشوشة صينية الصنع كثيرا ما تتسبب، كما يقول أطباء مختصون، في الإصابة ببعض أنواع السرطانات التي تظهر بعد فترة من استهلاكها. قررت مديرية التجارة لولاية الجزائر، بأمر من الوزارة الوصية، منذ أسبوع، تشكيل لجنة مراقبة تضم أعضاء من مديرية التجارة ومديرية المراقبة وقمع الغش، وأعضاء من نقابة الخبازين، وممثلين من جمعيات حماية المستهلك، للقيام بعمليات مراقبة واسعة للخبز الذي يباع على الأرصفة وفي المطاعم على مستوى ولاية الجزائر، في انتظار تعميم هذه العملية على المستوى الوطني، سيجبر خلالها مراقبو اللجنة هؤلاء الباعة على إظهار وصولات الشراء لمعرفة المكان الذي صنع فيه الخبز الذي يقومون ببيعه، وفي حالة عدم استظهارهم للوصولات ستتم معاقبتهم وفقا لما ينص عليه القانون. على اعتبار أن هذه الطريقة المثلى، كما يقول رئيس اتحادية الخبازين، يوسف قلفاط، لوضع حد للخبازين الذين يعملون بطرق غير شرعية، خصوصا أن عدد هؤلاء يتزايد من يوم لآخر وبشكل أخص في المدن الكبرى،. كل ذلك الغرض منه، كما يضيف رئيس الاتحادية ل''الخبر''، محاولة الوصول إلى اكتشاف المخابز التي تعمل بطرق غير قانونية، على اعتبار أن هؤلاء يقومون بصنع الخبز ليلا وبيعه بالجملة في الصباح لأصحاب المطاعم ومحلات بيع المواد الغذائية وللبائعين على الأرصفة، لأن الخطر في ذلك، كما يقول بعض المختصين، لا يكمن في الظروف التي يتم فيها بيع هذه المادة بل في طريقة إعدادها، لأنه كثيرا ما لا يحترم أصحاب تلك المخابز غير الشرعية معايير صنع الخبز، من خلال تعمدهم زيادة جرعات مادة المحسنات التي تضاف للعجينة بغرض الحصول على نوعية جيدة من الخبز من أجل الحفاظ على زبائنهم، غير مبالين بالمضاعفات الصحية التي سيسببها عدم احترامهم لمقاييس الجرعات اللازمة، والمحددة ب250 غرام في 100 كلغ من العجينة، وأي زيادة في ذلك ستتسبب، كما يقول الدكتور أولمان جمال الدين، طبيب مختص بالمعهد الوطني للصحة العمومية، في مضاعفات صحية خطيرة، وتتسبب أيضا في انتشار أمراض القولون وبعض أنواع السرطانات، سيما أن 90 بالمائة من الخبازين يستعملون هذه المحسنات، ونظرا لغلاء بعض الأنواع التي يتم جلبها من بعض الدول الأوروبية، فإن أغلبية الخبازين يستعملون المحسنات صينية الصنع ورخيصة الثمن، كثيرا ما تكون مغشوشة وحتى أنها خطيرة على صحة الإنسان، على حد قول رئيس نقابة الخبازين. وعن مخاطر هذه المحسنات على صحة الإنسان، يقول الدكتور أولمان إن المعروف عن هذه المحسنات هو احتواؤها على إنزيمات ومواد معدلة وراثيا، معروف عنها أن لها مضاعفات صحية خطيرة وتتسبب في بعض أنواع السرطانات كسرطان القولون والدم والأمعاء. وهو ما دفع بالعديد من الدول إلى إيقاف استعمال بعض أنواع المحسنات لتضمنها مواد مسرطنة وممنوعة، بعد أن تم إثبات ذلك علميا. وعلى أساسها وضعت تلك الدول قوائم لأنواع عديدة من تلك المحسنات التي منع استعمالها، لكن هذا الأمر غير موجود في بلادنا، وبالتالي لابد من فرض رقابة خاصة على هذا النوع من المواد التي لها علاقة مباشرة بصحة الإنسان، ويجب البدء في محاربة الخبازين غير الشرعيين حتى تسهل عملية مراقبة المخابز التي تعمل بطرق قانونية. والحل في تجاوز هذا المشكل يكمن، كما يقول رئيس فدرالية جمعيات حماية المستهلك، زكي حريز، في تحسين نوعية مادة الفرينة التي يتم توزيعها على الخبازين، لأن توفير مادة الفرينة ذات النوعية الجيدة سيجنب بدون شك الخبازين استعمال هذه المحسنات، لأنها تضر أكثر مما تنفع في حال عدم احترام طرق استعمالها.