كشفت نقابة الخبازين على لسان رئيسها محمد بولعنين الغطاء عن مخالفات بالجملة يرتكبها الخبازون دون علم الرقابة، وعلى رأسها وجود 10 بالمائة من مجموع 12 ألف مخبزة عبر الوطن غير مصرح بها تعمل في ''ڤاراجات'' تحت الأرض وتتلاعب بأوزان العجين، حيث يعمد الخبازون إلى سرقة حوالي 70 غراما ليحول جزء من هذا الخبز إلى "طراباندو" الرصيف. * * الجزائريون يلتهمون 20 مليون خبزة يوميا يحول جزء منها "لطراباندو" الرصيف * نقابة الخبازين: أشخاص حرضونا على رفع سعر الخبز ثم اتهمونا بالتلاعب بالأسعار * وزارة التجارة: يستحيل ان ترتفع أسعار الخبز في رمضان * * وأضاف المتحدث "للشروق"، أنه يوجد 12 ألف مخبزة تعمل قانونيا عبر الوطن وأن ما روج في الصحافة الوطنية بغلق 500 مخبزة عبر الوطن أمر غير ممكن، حيث حول هؤلاء معداتهم التي تساوي ثروة للعمل داخل ''ڤاراجات '' بعيدا عن الرقابة وهروبا من الضرائب، ويقدر مجمل هؤلاء بحوالي 10 بالمائة، أي بما يعادل 1200 مخبزة تعمل بوضع غير قانوني، ويعمد هؤلاء إلى الغش في أوزان الخبزة الواحدة، حيث من الضروري أن تزن عجينة خبزة واحدة 250 غراما، ويحول جزء كبير من هؤلاء منتوجهم إلى ''طراباندو الرصيف ''لإغراق الأرصفة بالخبز بأثمان تصل إلى 12 دينارا، ما يعتبر ابتزازا للمواطنين. * * * سعر الخبز لن يصل 20 دينارا حتى وإن استجابت الحكومة * * أما فيما يخص ما روج مؤخرا برفع سعر الخبز إلى 20 دينارا خلال شهر رمضان الكريم قال بولعنين إنه من المستحيل أن يصل سعر الخبزة الواحدة إلى هذا الرقم، مؤكدا أن الخبازين فعلا يتحملون خسائر في إنتاج وصنع الخبز، وقد قدموا البطاقة الفنية لوزارة التجارة والتي تضم مؤشرات صناعة الخبز وفق أسعار المواد الأولية التي تدخل في صناعة الخبز، حيث قدرت نقابة الخبازين سعر الخبزة الواحدة من النوعية الجيدة ب 14 دينارا ومن النوعية العادية ب 12 دينارا ومع تحمل الحكومة لدعمها لمثل هذه المادة الحساسة تصل إلى المواطن بسعر 10 دنانير للنوعية الجيدة وب 10.94 للنوعية العادية، وهي الأسعار التي وردت في البطاقة الفنية التي تسلمت وزارة التجارة مضمونها. * * وأكدت نقابة الخبازين أن بيع الخبز بالأسعار الحالية والتي تتراوح ما بين 7.50 و8.50 دينار يتحمل الخباز جزءا يترواح ما بين 5 و6 دنانير خسائر، تعود في مجملها إلى ارتفاع أسعار المادة الأولية التي تدخل في صناعة الخبز، وعلى رأسها مادة الفرينة التي تضاعف سعرها بخمس مرات منذ عام 1996 إلى يومنا الحالي، بالإضافة إلى رفع تكاليف الكهرباء والماء، حيث تعتمد صناعة الخبز بشكل كبير على هذين العاملين، مؤكدا أن جل أسعار المادة الأولية للخبز ارتفعت إلا ثمن مادة الخبز التي تبقى مدعمة من طرف الحكومة، لكن دون الأخذ بعامل الربح للخبازين، ما أدى إلى بروز ظاهرة ''طراباندو" الخبز على الرصيف. * * من جهة موازية أكد مصدر من وزارة التجارة أنه من المستحيل أن ترتفع أسعار مادة الخبز في شهر رمضان الكريم ومن المستحيل حتى وإن وافقت الحكومة على رفع السعر أن يلامس سقف 20 دينارا. * * * الجزائريون يلتهمون 20 مليون خبزة يوميا * * كشفت نقابة الخبازين أن 12 ألف خباز في الوطن ينتج أكثر من 20 مليون خبزة يوميا، ما يعني أن الجزائريين يلتهمون في السنة سبعة ملايير و200 مليون خبزة، وهي الأرقام التي تدعمها هيئات عالمية، باعتبار ان الجزائر هي ثاني بلد عالمي مستورد لمادة القمح، وأول بلد عالمي يدخل الخبز في مختلف وجباته الغذائية، وهو العامل الذي تتعامل معه الحكومة بالحفاظ على مادة الخبز التي تدخل في نطاق المواد الأساسية، إلى جانب كل من الحليب والسكر بسياسة الدعم، غير أن طبيعة صنع الخبز في الجزائر وتوزيعه اتخذت في الآونة الأخيرة ظاهرة بيعه في الأرصفة بأسعار تصل إلى 12 دينارا، وأغلب مروجي هذا الخبز يعملون بصفة غير قانونية وبعيدا عن أعين الرقابة، حيث يعمد هؤلاء إلى إنقاص حجم العجين وتخفيضه إلى 180 غرام، ما يخالف الوزن الحقيقي المقدر ب 250 غرام، وتشير أرقام من الواقع إلى أن 90 بالمائة من الخبازين غير مرخص بهم لدى الضمان الاجتماعي، حيث أن أغلب عمال المخبرة، هم غالبا ما يشكلون أسرة واحدة. * * * نقابة الخبازين تتهم.. وتعقد ندوة صحفية اليوم * * تعقد نقابة الخبازين ندوة صحفية اليوم، تتمحور حول أسعار مادة الخبز وشهر رمضان الكريم، وفي هذا الصدد أكد محمد بولعنين أن الإتحاد العام للتجار والحرفين قاما "بتحريض" نقابة الخبازين على مطالبة الحكومة برفع سعر مادة الخبز، ثم تبرأ من السعر المقدم بعد تصريحات أدلى بها أمين عام الإتحاد للصحافة الوطنية بأن الأسعار لن ترتفع وما يقومون به يعتبر تلاعبا في حق المواطن، قائلا ''نحن سحبنا الثقة منه وليس لديه الحق للتكلم عن مشكل الخبز أو سعره". * * المطلوع.. مشكل آخر * * وفي انتظار شهر رمضان الكريم يدخل السوق الجزائرية ''خبز المطلوع'' وهو الذي تصنعه غالبا ربات البيوت.. مشكل آخر بالنسبة لتنظيم عملية بيعه، حيث أصبح لا يفارق محلات البقالة، والأغرب أنه يباع بأسعار لا تعكس قيمته الحقيقية، حيث يصل ثمن سعر المطلوع إلى 40 دينارا، كما أصبحت جل محلات الأكل السريع تعتمد بنسبة متفاوتة عليه، ويكثر الطلب عليه خلال شهر رمضان الكريم، وفي هذا الصدد طالبت النقابة بضرورة مراقبة هذا النوع من الخبز وفيما إذا كانت صانعاته تحترم قواعد النظافة.. حتى لا نقول دفع الضريبة، على حد قول نقابة الخبازين. * وبين المطلوع والخبز تبقى رهانات المواطنين حول الحصول على ما يسد الجوع، سواء كان يصنع في البيت أو المخبزة أو حتى في ''ڤاراج''.