لم يقدم المنتخب الوطني في اللقاء الودي الذي جمعه مساء أول أمس بمنتخب لوكسمبورغ، ما يعيد التفاؤل إلى الجماهير الجزائرية، حتى وإن كان من السابق لأوانه الحكم على ''الخضر'' في غياب العديد من اللاعبين الأساسيين بسبب الإصابات، مما يعني تأجيل انقشاع الضباب من سماء المنتخب الوطني إلى وقت لاحق. في غياب أي مؤشر لعودة ''الخضر'' من بعيد وتحقيق ''معجزة'' الفوز على المنتخب المغربي في شهر مارس القادم للبقاء في السباق نحو التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 التي تحتضنها غينيا الإستوائية والغابون مناصفة، يمكن القول إن الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة لم يستفد من المواجهة الودية أمام لوكسمبورغ من الناحية التكتيكية، في ظل غياب عدة ركائز، على غرار المدافعين مجيد بوفرة ورفيق حليش، ولاعب الوسط حسان يبدة، والمهاجمين رفيق جبور وكريم مطمور، لكنه استفاد من هذه المقابلة من باب تقييم الوجوه الجديدة مثل مهدي مصطفى ووليد مسلوب وكريم بن يمينة وعبد المومن جابو، إضافة إلى الوقوف على مستوى العناصر العائدة من إصابة مثل كريم زياني، وكذا الملتحقة مجددا بالتشكيلة الوطنية على غرار خالد لموشية. وعليه، يتوجب على الناخب الوطني انتظار المباراة الودية المقبلة أمام منتخب تونس، المقررة في شهر فيفري المقبل، لتحديد ملامح التشكيلة التي ستواجه ''أسود الأطلس'' في الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا .2012 عدم الإنضباط التكتيكي يحرم بن شيخة من فوز معنوي صحيح أن المنتخب الوطني لعب منقوصا من عدة عناصر أساسية أمام منتخب لوكسمبورغ، لكن هذا لا يعد مبررا لإخفاق رفاق القائد عنتر يحيى في تسجيل فوز معنوي، أو على الأقل تقديم أداء مقنع، خاصة في ظل تواضع المنافس الذي لعب بطريقة دفاعية ما دام همه الوحيد هو تفادي الخسارة، وربما كان السبب في وقوع العديد من اللاعبين في فخ غياب الإنضباط التكتيكي، وخاصة منهم ثلاثي الوسط الهجومي رياض بودبوز وعبد المومن جابو وكريم زياني الذين لعبوا خلف المهاجم الوحيد كريم بن يمينة، حيث تسببت الحرية التي منحها إياهم المدرب بن شيخة في التصادم في المواقع، إضافة إلى انتهاج الثنائي بودبوز وزياني اللعب الفردي، مما أدى إلى بقاء بن يمينة منعزلا، بدليل تلقيه أول كرة في الدقيقة ال.18 وأمام تكتل المنافس في الوراء لتحصين محور الدفاع، فقد تمادى ''الخضر'' في محاولة اختراق وسط الدفاع، حيث كان يتوجب إنهاء الهجمات على الجانبين، رغم محاولات كل من مهدي ومصباح اللذين لم يتمكنا من الإنطلاق من الوراء، في ظل غياب الفراغات التي كان من المفترض أن يتيحها لهما كل من بودبوز على الجهة اليمنى وزياني على الجهة اليسرى، اللذين فضلا المجيء إلى المدافعين للحصول على الكرة في القدم دون طلبها في العمق. وإذا كان هذا الخلط حرم الجزائريين من تحقيق فوز معنوي، فإنه فوّت الفرصة على الناخب الوطني للوقوف فعلا على إمكانات مهدي ومصباح الهجومية. ونفس الكلام ينطبق على بن يمينة الذي لم تصله كرات عديدة، حتى ولو أنه يجيد اللعب في ظهر المدافعين، ولديه حس التوقيت في طلب الكرة، لكنه ضيع فرصة حقيقية للتسجيل عندما تلقى في المرحلة الأولى كرة على طبق من ذهب داخل منطقة العمليات.