نفى وزير السياحة السابق والنائب، محمد الصغير قارة، أن تكون لجنة الانضباط التابعة لحزب جبهة التحرير الوطني قد أرسلت إليه استدعاء للمثول أمامها، بعد إحالة ملفه بمعية وزير التكوين المهني الهادي الخالدي من قبل الأمين العام للحزب على لجنة الانضباط التي أجلت عقد اجتماعها للبت في هذه الملفات إلى وقت لاحق. قال محمد الصغير قارة في تصريح ل''الخبر'' إنه ''حتى اللحظة لم يصله أي استدعاء رسمي من لجنة الانضباط، لا مكتوب ولا شفوي ولا عبر البريد الإلكتروني''، مشيرا إلى أنه غير مستعد للمثول أمام لجنة الانضباط التي ترسل الاستدعاءات عبر الصحف وعبر تصريحات مسؤولين في الحزب، موضحا أن القانون الأساسي والنظام الداخلي واضح فيما يخص هذه المسائل، حيث ينص على أن تكون الإحالة من قبل الأمين العام وفقا لملف تُذكر فيه الأسباب والخروقات المسجلة من قبل المحالين على اللجنة، التي تراسل المعنيين، وتطلب منهم تحضير أنفسهم للدفاع عن مواقفهم، أو إنابة من يدافع عنهم. واعتبر قارة أن قرار الإحالة الذي اتخذه الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم في حقه وفي حق الهادي الخالدي غير قانوني، على اعتبار أنه تضمن قصاصات صحف تتضمن تصريحات لهم حول وضع الحزب، ولم يتضمن ذكر أسماء المعنيين بالإحالة إلى لجنة الانضباط. وقال محمد الصغير قارة، الذي يتحدث باسم ما يعرف ب''الحركة التقويمية لتأصيل جبهة التحرير الوطني''، إنه تم خلال الاجتماع الذي عقدته لجنة الانضباط للنظر في ملفات المحالين عليها، تداول أسماء المعنيين بالإحالة، لكنها لم توجه إلى أي منهم استدعاء رسميا للمثول. وبرأيه ذلك دليل كاف على تردد قيادة الحزب واعترافها بأحقية ومشروعية مطالب الحركة التقويمية المتعلقة باحترام القانون الأساسي والنظام الداخلي وإقصاء أعضاء اللجنة المركزية الذين لا تتوفر فيهم شروط العضوية وفقا لما تنص عليه القوانين الداخلية للحزب. وفي نفس السياق أكد محمد الصغير قارة أن الحركة التقويمية مازالت مصرة على مواقفها، وتستقطب يوميا عددا من الإطارات والكوادر من مختلف الولايات ''الذين يشاطروننا نفس المواقف والمطالب ويرفضون الإقصاء والتهميش''، موضحا أنه تم فتح مقر جديد للحركة التقويمية في منطقة درارية بالعاصمة، بهدف تسهيل التنسيق والتواصل مع كافة المناضلين في الولايات. من جانبها أجلت لجنة الانضباط عقد اجتماعها التالي للبت في ملفات قارة والخالدي بسبب تواجد عدد من أعضائها في البقاع المقدسة، وقد تعذر علينا الاتصال برئيس لجنة الانضباط لحزب جبهة التحرير الوطني، أعمر الوزاني، لمعرفة موقفه من هذه التطورات لتواجده خارج الجزائر. ويتوقع أن تعقد اللجنة اجتماعها المقبل خلال الأسبوع القادم، للفصل في ملف قارة والخالدي تزامنا مع بدء التحضير لعقد اجتماع اللجنة المركزية للحزب التي يسعى الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم لأن تصادق على ما قد تقرره لجنة الانضباط بهذا الشأن.