نجا، أمس، المسافرون على متن القطار الرابط بين تيزي وزو والجزائر، من كارثة حقيقية، إثر انحراف العربتين الأخيرتين والقاطرة عن السكة، لتسير خارجها على مسافة واحد كلم دون انتباه السائق. كانت الساعة تشير إلى السادسة وعشر دقائق من صباح أمس، عندما سمع الركاب جلبة في مؤخرة القطار، دقائق فقط بعد اجتياز محطة الناصرية، ليتبيّن أن العربتين الأخيرتين والقاطرة انحرفت عن السكة، وسارت لمدة خارجها، قبل أن يتوقف القطار الذي انطلق على الخامسة والربع صباحا من تيزي وزو باتجاه العاصمة. وسادت حالة من الهلع والصدمة وسط الركاب الذين عاشوا لحظات رعب حقيقية، خاصة منهم أولئك الذين كانوا على متن العربتين الأخيرتين، كما سجلت إغماءات بين الفتيات، حسب ما رواه لنا أحد المسافرين على متن القطار في اتصال هاتفي مع ''الخبر''. وواصل محدثنا: ''لم نصدق أننا نجونا من الحادث، أحسسنا للحظات بدنوّ أجلنا، خاصة بعد الاهتزازات العنيفة للعربتين إثر خروجهما عن السكة، وكذا تعالي صراخ النساء من هول الصدمة''. وأكد هذا الأخير، في حديثه إلينا، أن السائق لم ينتبه لانحراف العربتين والقاطرة، حيث واصل السير لمسافة كيلومتر، قبل أن يقدم إليه أحد المسافرين من العربات الأخيرة ليشعره بالأمر ويوقف القطار. واضطر أغلب المسافرين إلى مغادرة القطار إلى وسط مدينة الناصرية، ليستقلوا الحافلات للحاق بمناصب عملهم، فيما فضل البعض منهم، ممن لم يتجاوزوا الصدمة، العودة أدراجهم إلى منازلهم.