أكّد البروفيسور عبد الوهاب بختي، مختصّ في طب النساء والتوليد على مستوى عيادة حسيبة بن بوعلي بالبليدة، أنّ مرض الضغط الشرياني والنزيف الدموي يعتبران من أهمّ أسباب ارتفاع نسبة الوفيات في أوساط النساء الحوامل بالجزائر بنسبة 30 بالمائة. وأوضح البروفيسور بختي، على هامش اليوم الدراسي الذي دارت فعالياته حول تشخيص الحالات الخطيرة التي تتعرّض لها المرأة أثناء فترة الحمل، أنّ ما يمثّل نسبة 30 بالمائة من عدد وفيات النساء الحوامل تعلّقت بإصابة المرأة أثناء مرحلة الولادة أو قبلها بالنزيف الدموي الحاد أو الضغط الشرياني، حيث تشكّل النسبة ارتفاعا مذهلا خلال السنوات الأخيرة بالجزائر، على غرار باقي الدول السائرة في طريق النمو، مقارنة بالدول المتطورة التي تنحصر نسبة الإصابة بتلك الحالات فيها بين 5 إلى 10 بالمائة فقط. وأورد نفس المتحدث أنّ حالة النزيف الذي تتعرّض له المرأة الحامل قبل مرحلة الولادة أو أثناءها وتصل في بعض الأحيان إلى مرحلة النفاس، تعتبر السّبب الأول في وفاة النساء بالجزائر، فيما يعدّ ارتفاع الضغط الشرياني أثناء فترة الحمل المسبّب الثاني، في ظلّ صعوبة التكفّل والتحديات التي يواجهها الأطباء أثناء متابعتهم لهذا النّوع الخطير من حالات الحمل، خاصة في المناطق الداخلية التي تعرف نقصا في أطبّاء الاختصاص. ولخّص البروفيسور بختي عبد الوهاب، خلال مداخلته بالملتقى الذي بادرت إلى تنظيمه جمعية الرازي، عشيّة أوّل أمس، بمركز التسلية العلمية الجيلالي بونعامة في البليدة، أهمّ الحلول التي ستُقلّص من تنامي الظاهرة بضرورة تعميم الوقاية والكشف المسبق عن حالات الإصابات بالنزيف أو الضغط الشرياني قصد المتابعة المنتظمة والتدخّل المبكّر لتفادي التعقيدات التي تنجرّ عنها وفاة الأم ورضيعها أو الولادة المبكّرة للجنين التي ينعكس عنها تعرّض المولود للأمراض المزمنة، كالإصابة بالأمراض التنفسية والتطور العقلي غير السليم.