أصدر، مؤخرا، بشير مفتي رواية جديدة بعنوان ''دمية النار'' (منشورات الاختلاف الدار العربية للعلوم)، استعاد من خلالها شغف السّرد وروح الحكايات ولذّة التمني، ولكن أيضا مرارة الحلم بجزائر أفضل. وتسرد الرواية نفسها تحوّلات ومسارات البطل رضا شاوش المتقلبة، رغبته في النضال من أجل قيم، يكتشف لاحقا، أنها كانت واهية. ويتخذ الروائي من شخصية الراوي البطل، وتطور مسيرته، على امتداد العقدين، من سنوات السبعينيات إلى عشرية التسعينيات، وبلوغ مرحلة الدّم، خلفية من أجل سرد المخاض الذي عاشته وما تزال تعرفه الجزائر. وتجمع الرواية نفسها بين عدد من الأطروحات، ولكنها تمثل بيان فشل الإيديولوجية وإفلاس السياسة. وتطغى عليها نظرة سوداوية وتعتليها نبرة غضب ورغبة في قلب كثير من التجاوزات الفكرية التي قادت البلد إلى ولوج الوضع الراهن. وتأتي الرواية الجديدة ثلاث سنوات بعد ''خرائط لشهوة الليل''، لتكرس مكانة بشير مفتي في الساحة الروائية العربية إجمالا والجزائرية خصوصا.