يعالج الباحث عمر عاشور في كتابه الصادر، مؤخرا، عن دار هومة بعنوان ''البنية السردية عند الطيب صالح''، مسألة الزمان والمكان في رواية الأديب السوداني المتميز الموسومة ''موسم الهجرة إلى الشمال''، التي شكلت عند صدورها حدثا أدبيا مميزا، يرى عاشور أنه حدث ''لم يتكرر كثيرا في تاريخ الأدب العربي الحديث''. قسم الكتاب إلى فصول ثلاثة، خصص الأول لقضايا السرد من حيث دراسة تقنيات بناء الزمن الروائي، وكذا البناء المكاني. وفي الفصل الثاني حلل الباحث البنية الزمنية في الرواية المدروسة، وما هي التقنيات المستعملة من قبل الطيب صالح ليقول الحكاية بطريقة لا تشوش سير الأحداث وترابطها. وأخيرا فصل صاحب الكتاب في البنية المكانية، مبرزا مكوناته من أثاث وطبيعة وعمران. وقد انتهى البحث بعمر عاشور إلى نتيجة مفادها أن الطيب صالح وظف تقنيات لم تكن مطروقة في الرواية العربية، بحكم قراءاته للنصوص الإنجليزية بالدرجة الأولى.