تحتضن ولاية برج بوعريريج من ال(14) وإلى غاية ال(16) من شهر ديسمبر المقبل فعاليات الطبعة ال(13) لملتقى عبد الحميد بن هدوڤة الدولي، وهو لقاء فكري أدبي يجمع مختلف الوجوه الأدبية من مختلف الدول لتخص بحديثها المبدع الجزائري الكبير الراحل عبد الحميد بن هدوڤة. ومن المرتقب أن يتطرق الملتقى من خلال مداخلات الاساتذة المشاركين في هذه المحطة التكريمية لأب الرواية الجزائرية الى محاور عدة تتناول شخصية الاديب وأعماله ومن ضمن هذه المحاور نذكر »الإنتاج الأدبي والفني لعبد الحميد بن هدوڤة« و»الإنتاج السمعي البصري حول عبد الحميد بن هدوڤة ومحور آخر حول الابداع الفلسطيني من خلال الرواية ونقدها: كما سيتوقف المتدخلون في سلسلة النقاشات عند باب الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية، هذا وسيسلط الضوء في سياق التظاهرة على أحد الادباء البارزين مولود عاشور التي يشكل موضوع محور آخر بعنوان »الأدب الروائي لمولود عاشور« على أن تختتم سلسلة هذه المحاور وأخرى بتقديم شهادات تجربة عبد الحميد بن هدوڤة في حقل الادب الجزائري. هذا وستتواصل على مدار ثلاثة أيام كاملة حلقات النقاش التي تسلط الضوء على أحد أكبر الروائيين المبدعين الجزائريين الذين أذاعوا صيت الرواية الجزائرية ومختلف الاجناس الادبية الأخرى التي حلق فيها وأنتج روائع لاتزال تخلد ذكراه وتمجد تاريخه الفني العريق والمتميز جدا، ويعتبر هذا الملتقى الدولي حدثا ثقافيا هاما وبارزا بمدينة برج بوعريريج مسقط رأس عبد الحميد بن هدوڤة وذلك أقل مايمكن تقديمه لشخصية أدبية كانت مثلا للعطاء الهادف والقيم والمشرف جدا للادب العربي والجزائري على وجه خاص. كما تهدف هذه التظاهرة أيضا الى تسليط الضوء في كل موعد على إحدى جوانب العملية الابداعية للروائي مع تحليل و دراسة بعض أعماله، فضلا على تعريف الشباب والاجيال القادمة والمقبلة على الكتابة الادبية بعناصر هذا الفن لدى عبد الحميد بن هدوڤة، مع إبراز مواطن القوة لأديب مناضل ضد المستعمر ورافض للاضطهاد معبرا عن ذلك بفكره وبسلاحه، واللقاء هو بمثابة وقفة أخرى للتكريم ولإطلاع العالم على الثراء الفكري والادبي للجزائر. ويعد الراحل عبد الحميد بن هدوڤة من أبرز الأسماء الادبية في الجزائر وهو من أهم المجددين المتميزين، من مواليد 9 جانفي 1925 بمدينة المنصورة ولاية برج بوعريريج انتسب بعد دراسته الابتدائية الى المعهد الكتاني بقسنطينة، ثم انتقل بعدها إلى جامع الزيتونة بتونس ليواصل تعليمه هناك ثم عاد إلى الجزائر وناضل ضد المستعمر الفرنسي ودفعه ذلك إلى المغادرة الى فرنسا سنة 1958 ليعود إلى أرض الوطن مع فجر الاستقلال، ويواصل مشواره الادبي والفكري وبالموازاة تقلد عدة مناصب منها، مدير المؤسسة الوطنية للكتاب، ورئيس المجلس الاعلى للثقافة، وعضو المجلس الاستشاري الوطني، ونائب رئيسه، وتوفي في شهر أكتوبر من سنة 1996. ترك عبد الحميد بن هدوڤة إرثا أدبيا لا يفنى ولايزال الى يومنا محط بحث ودراسات أكاديمية في الجزائر وخارجها بحيث أنه مارس مختلف ألوان الادب بأسلوب متميز له مؤلفات شعرية وقصصية ومسرحية وروائية مشهورة منها »الجزائر بين الأمس واليوم« دراسة أنجزها سنة 1958، وله مجموعة من القصص منها قصة »ظلال جزائرية« سنة 1960، ومن ضمن مؤلفاته الشعرية ايضا نذكر »الأشعة السبعة« سنة 1962 و»الأرواح الشاغرة« سنة 1967، وقد عرفت رواياته ايضا بكثير من التميز اذ حملت خصوصيته الثورية في كتابات تعد من الروائع منها رواية »ريح الجنوب« سنة 1972 التي حولت الى فيلم سينمائي بعدها رواية »نهاية الأمس« سنة 1974، وكذا رواية »بان الصبح« الصادرة سنة 1981، والرواية الشهيرة أيضا »جازية والدراويش« الصادرة سنة 1983، وكتاب »أمثال جزائرية« سنة 1990، و»غدا يوم جديد« سنة 1991، وكتاب آخر بعنوان »من روائع الادب العالمي« هذا إلى جانب مؤلفات أخرى تشهد على مسيرته. وهكذا استطاع الراحل أن يسجل إسمه حتى يبقى خالدا في تاريخ الادب الجزائر ويبقى مرجعا تعتمد عليه الاجيال كونه من صناع الادب المعاصر ومن المبادرين الى التجديد وإعطاء خصوصية ينفرد بها الابداع الادبي الجزائري ويقف عبد الحميد بن هدوڤة على رأس قائمة أشهر الادباء في العالم العربي والغربي، كما ترجمت أعماله الى لغات عدة للسماح لمختلف الاجناس بالاستمتاع بأب الادب الجزائري من خلال أعماله الشيقة والهادفة.