ثمّن اليهودي الأمريكي ستانلي كوهين، أبرز اليهود المؤيدين للقضية الفلسطينية، مبادرة الجزائر لتنظيم مؤتمر لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال واعتبرها خطوة بالغة الأهمية، تأتي في وقت تعرف فيه المواقف العربية والدولية تراجعا كبيرا وصمتا رهيبا على الممارسات الاسرائيلية الإجرامية ضد الفلسطينيين. قال ستانلي الذي يعمل محاميا في تصريح ل ''الخبر'' على هامش مؤتمر نصرة الأسرى في سجون الاحتلال الذي اختتم مساء أول أمس في الجزائر ''هذه أول مرة أزور الجزائر ما كنت أعرفه عن الجزائر أنها بلد ثوري ويدافع عن حقوق الشعوب المستضعفة وهي أكثر الدول العربية إيمانا بحق الشعب الفلسطيني وبين الدول القليلة التي ما زالت ترفض تطبيع علاقاتها مع إسرائيل أو الخضوع للوبيات الإسرائيلية، على عكس دول أخرى في المغرب العربي''. مضيفا ''أنا أدعو الدول العربية إلى أن تحذو حذو الجزائر في مواقفها ضد إسرائيل''. وحول ما إذا كان ملتقى نصرة الأسرى يمكن أن يسهم في تدويل قضيتهم، قال ستانلي كوهين ''المؤتمر مبادرة جيدة وممتازة تحتاج الى تفعيل نتائجها على الصعيد الدولي، فالقرارات التي صدرت عنه لا تخص المشاركين والأسرى في السجون وحدهم، بل يجب على الحكومات أن تتحمل مسؤولياتها في إجبار الاحتلال على إطلاق سراح الأسرى وتعديل سلوكها العنصري ضدهم'' مضيفا ''يؤلمني كيهودي أن يتحدث العالم عن جلعاد شاليط الذي أتمنى أن يعود إلى أهله، ولا يتحدث أحد عن آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون للاضطهاد في السجون الإسرائيلية''. وردا على سؤال حول إمكانية قيام لوبيات يهودية تضغط على الحكومة الاسرائيلية والأمريكية المؤيدة لها، قال ستانلي كوهين أن ''إسرائيل لا تغتصب الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني فقط، وإنما تغتصب أيضا حق الشعب اليهودي في التعبير عن مواقفه ورغبته في العيش بسلام جنبا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني وباقي الشعوب العربية''. مشيرا إلى أن الحكومة الاسرائيلية تمنع اليهود المؤيدين لحق الشعب الفلسطيني داخل إسرائيل أو خارجها من التعبير عن مواقفهم المساندة للحرية''. وشدد المحامي ستانلي كوهين على ضرورة محاسبة المسؤوليين الإسرائيليين عن الجرائم في حق الإنسانية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني وخاصة خلال الحرب الأخيرة على غزة ولبنان ''إسرائيل تمثل أكبر نموذج في العالم للإرهاب والجرائم في حق الإنسانية وانتهاك الأعراف الدولية وخرق المواثيق الدولية''. وأضاف ''لا يجب أن تنسى هذه الجرائم، على العالم أجمع أن يحاسب إسرائيل ومسؤوليها الدمويين الذين يرتكبون أبشع الجرائم في حق الفلسطينيين، هذه الجرائم التي لم نر مثلها منذ جرائم النازية''. مشيرا إلى أن إسرائيل تستمد غطرستها من صمت المجتمع الدولي وضعف الهيئات الدولية وعجز الدول العربية عن ردعها.