تواصل الأجهزة الأمنية المالية عملية البحث عن الرعية الفرنسية بيار كامار الذي اختطف نهاية الشهر الماضي من قبل جماعة عبد الحميد أبو زيد المعروف باسم ''السوفي''. وقال باييس أغ محمد، عمدة مدنية ميناكا الواقعة على بعد 1500 كلم شرق باماكو، نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية ''إن لجنة البحث المحلية تواصل عملية البحث وتبذل ما في وسعها للعثور على الفرنسي بيار كمار البالغ من العمر 61 سنة يعمل في زراعة النباتات التي تستخدم في علاج داء الملاريا ويرأس جمعية محلية ويدير فندقا. واستقر حسب وزارة الأمن الداخلي في مالي في منطقة ''ميناكا '' منذ سنة ''.2008 وقال مصدر أمني محلي إن ''لجنة البحث المحلي عادت من مهمة ميدانية استمرت أسبوعا، وتستعد لمهمة ميدانية جديدة''. وتضم هذه اللجنة مدنيين ووجهاء وعسكريين، في حين أكدت مصادر متطابقة، حسب تقارير إعلامية، أن الرعية الفرنسية محتجز لدى التنظيم الإرهابي المسمى ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، تحت إمرة عبد المالك دروكدال استنادا إلى معلومات متوفرة، إذ لم يتبن هذا التنظيم العملية. ونفى أحد طوارق مالي، في اتصال ب''البلاد'' أمس، تورط المتمردين الطوارق في عملية خطف الرعية الفرنسي مشددا على أنه محتجز لدى الجناح المتشدد في تنظيم دروكدال، ويتعلق الأمر بكتيبة طارق بن زياد، تحت امرة المدعو عبد الحميد أبو زيد السوفي، مهندس ومنفذ أهم عمليات اختطاف السياح الأجانب مقابل فدية. واستبعد المصدر ذاته أن يكون أتباع التنظيم الإرهابي قد تنقلوا إلى منطقة ''ميناكا'' لتنفيذ عملية الاختطاف بالقول: ''لم يأتوا بأنفسهم بل هناك وسطاء''، ولمّح إلى أنه تم استدراج الرعية الفرنسية من طرف أوساط في محيطه، يكونون قد قاموا بالتنسيق مع جماعة أبو زيد بالقول إنه ''يمكن البحث عنهم بين معارف المختطف.'' تأتي عملية اختطاف الرعية الفرنسية، بعد أكثر من 6 أشهر، من تصفية الرهينة البريطانية من طرف جماعة دروكدال في عملية تعد الأولى من نوعها. كما يتم لأول مرة الإعلان عن اختطاف أجنبي من جنسية فرنسية. إلى ذلك، تتزامن العملية مع نشاطئ أمريكي مكثف في منطقة الساحل الإفريقي ''لتقدير الوضع الأمني الميداني في المنطقة''. وكان الجنرال ويليام وورد، قائد القيادة الأمريكية لإفريقيا ''أفريكوم''، قد زار الجزائر لأول مرة نهاية الأسبوع الماضي، ونقل في تصريح صحفي أن ''النشاط الإرهابي في منطقة الساحل يشكل خطرا على المنطقة وغيرها''. وكانت حكومة مالي قد استفادت من مساعدات عسكرية أمريكية ''لمواجهة القاعدة'' لاعتقاد خبراء عسكريين ''بضرورة قيام الحكومة المالية بدور عسكري في المنطقة للحد من نشاطات الإرهابيين.''