كشفت مصادر مطلعة أن أزمة التخدير لإجراء العمليات التي كشفت عنها ''الخبر'' منذ أيام، متواصلة، فلم يبق لبعض المستشفيات إلا مخزون محدود لا يتجاوز الأسبوع. وبالمقابل، سجل أيضا انعدام كاشف ''السيدا'' وسيروم تحديد فصيلة الدم. أضافت مصادرنا أن الوضع أكثر من كارثي، ونتيجة سوء تسيير المخزون على مستوى الصيدلية المركزية للمستشفيات، التي تنعدم بها أي علبة مخدر. وكشفت ذات المصادر أن مصالح الصيدلية المركزية سبق وأن راسلت الوزارة بخصوص تراجع المخزون على مستوى الصيدلية المركزية، بحكم أن اقتناء المخدر يجب أن يمر عبر لجنة الصفقات العمومية، غير أنه، حسب محدثينا، فإن مشكلة الديون وانعدام السيولة لدى الصيدلية المركزية، لا يمكن أن يبررا وضع المخزون الذي يجب أن يكون تموينه يمتد على سنة كأدنى تقدير لتفادي وقوع المستشفيات في الأزمة التي تعرفها اليوم. وأضافت مصادرنا أن حدة الأزمة تختلف من مستشفى إلى آخر، حيث أن بعض المستشفيات تتوفر على مخزون محدود يبقى غير كاف، لا يمكن أن يضمن برنامج العمليات الجراحية لأكثر من أسبوع، فيما تنعدم مواد التخدير في أخرى. غير أن الوزارة، وبحسب مصدر من خلية الاتصال، تحمّل المسؤولية لمديري المستشفيات، الذين لم يتحصلوا على المخدر من قبل الشركات الخاصة الذين تعاقدوا معها، ونفى المصدر أن تكون الصيدلية المركزية تعرف عجزا، وفي ظل تضارب المعلومات، فإن هذا الأسبوع سيتحدد فيه أين يكمن الخلل، بعد أن وجه وزير الصحة تعليمات للصيدلية المركزية لتزويد المستشفيات التي تعرف عجزا في التمويل بالمخدر. والى جانب فشل الصيدلية المركزية في توفير مختلف الأدوية والمخدر، انضم معهد باستور إلى الركب، بعد أن عجز في الفترة الأخيرة عن تموين المستشفيات بعدة كواشف، تستعمل في التأكد من سلامة أكياس الدم المتبرع بها والمستعملة في العمليات الجراحية، حيث كشفت مصادرنا أن كاشف ''السيدا'' منعدم على مستوى أغلب المؤسسات الاستشفائية، حيث أن آخر كمية تم استلامها من قبل معهد باستور وتم توزيعها بكميات ضئيلة تعود إلى 6 أشهر خلت. وبالإضافة إلى كاشف ''السيدا''، فقد عجز معهد باستور عن تزويد المستشفيات حتى بسيروم تحديد فصيلة الدم المتبرع به، وهو ما قالت عنه مصادرنا إنه من بين أهم الكواشف بالإضافة إلى كاشف ''السيدا''. وكانت ''الخبر'' قد أشارت، منذ أيام، إلى أن معهد باستور تلقى عدة مراسلات من مختلف مديريات الصحة وبعض المستشفيات يطالب فيها بتعجيل تموينها بهذه الكواشف الأساسية للتأكد من سلامة الدم المتبرع به لإجراء العمليات الجراحية، المهددة بالتوقف لفترة مجهولة بسبب غياب المخدر والكواشف.