اتهم رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض إسرائيل بعدم الالتزام بتعهداتها بتجميد الأنشطة الاستيطانية وتخفيف نقاط التفتيش التي تقيد انتقال الفلسطينيين في الضفة الغربية. والتقى فياض أول أمس الرئيس الأمريكي جورج بوش في البيت الأبيض ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، مع العلم بأن هدف زيارته يتلخص في لقاء رايس والسعي لدى الجهات المانحة للمشاركة في إحياء الاقتصاد الفلسطيني. وشكا فياض خلال لقاء ضم أمريكيين من أصول عربية ودبلوماسيين وصحفيين في واشنطن من عدم تحقيق تقدم في هذين الملفين بعد شهرين من انعقاد مؤتمر أنابوليس للسلام الذي أطلق مفاوضات الحل النهائي بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال "أنابوليس شكل خطوة إلى الأمام، لكن ليس باستطاعتي القول إننا لم نواجه صعوبات خلال شهرين بعد أن أدت الغارات الإسرائيلية على الفلسطينيين وأملاكهم إلى مقتل 165 شخصا وجرح 521 وأحدثت أضرارا بالغة في الممتلكات". وفي لقاء ثان في نادي الصحافة في نيويورك اعتبر فياض أن الوقت قصير للحكم على ما إذا كانت مفاوضات السلام التي انطلقت في أنابوليس في نوفمبر الماضي بدأت تأتي أكلها. لكنه أعرب عن أمله بالتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل خلال العام الحالي. يشار في هذا الصدد إلى أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي ترأس وفد المفاوضات مع السلطة استبعدت الأحد الماضي التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين "ما دام مقاتلو حماس يطلقون الصواريخ على إسرائيل". وفي وقت لاحق نفى المتحدث باسم الخارجية شين ماكورماك تصريحات أدلى بها مسؤول أمريكي لم يفصح عن هويته اعتزام وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس زيارة الأراضي الفلسطينية وإسرائيل مطلع مارس المقبل للضغط على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لتحقيق نتائج سريعة في مفاوضاتهما. وقد أعلن وزير الإسكان الإسرائيلي أن حكومة رئيس الوزراء إيهود أولمرت ستطرح عطاءات جديدة لبناء1100 شقة في القدسالشرقية. وأوضح بويم في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية العامة أن العطاءات المتوقع صدورها قريبا تشمل إقامة 370 شقة في هارحوما (جبل أبو غنيم ) و750 شقة أخرى في مستوطنة بسغات زائيف. وألمح بويم إلى تصريحات أدلى بها مدير بلدية القدس يائير ماؤون بالقول "نحن نبني ضمن إطار بلدية القدس وما يعتبره البعض تأخيرا في عمليات البناء هو في الواقع المراحل الأخيرة من التنسيق مع سلطة المدينة". وكان ماؤون قد أبلغ الإثنين الماضي لجنة متخصصة في الكنيست أن الحكومة جمدت عمليات بناء مئات الشقق السكنية في المستوطنات اليهودية الملاصقة للقدس الشرقية. وفي ميدان العمليات،أصيب فلسطينيان على الأقل وجندي إسرائيلي خلال توغل محدود لوحدة عسكرية إسرائيلية فجر أمس شرق مدينة غزة وسط تهديد إسرائيلي باجتياح القطاع والقضاء على "سلطة" حركة المقاومة الإسلامية (حماس). ومن جهتها تبنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي المسؤولية عن إطلاق خمس قذائف هاون على الآليات العسكرية التي توغلت شرق المدينة. وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قال فيه إن توسيع نطاق العمليات العسكرية في قطاع غزة "أصبح أقرب من أي وقت مضى"، بيد أنه استدرك قائلا "لكنه ليس مسألة أيام". وأدلى باراك أول أمس بهذا التصريح بعد اجتماعه بلجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست ومناقشته معها طبيعة العمليات العسكرية المتوقعة. وردا على التصعيد الإسرائيلي، قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري على موقع الحركة على الإنترنت إن تصريحات باراك ورامون دليل على أن هدف العدوان الإسرائيلي الحالي سياسي وهو تدمير الحركة، مضيفا أن "هذا العدوان فشل في تحقيق غرضه وسيفشل".