تلقى أئمة عدد من المساجد معلومات مفادها أن جماعات متشددة رافضة لمشروع صندوق الزكاة، ستستهدف صناديق الزكاة، من أجل ''إجهاض'' المشروع، الذي تراه مخالفا للشريعة الإسلامية. وبلغت عمليات السطو والتخريب التي استهدفت صناديق الزكاة عبر الوطن، السنة الماضية، 10 صناديق في مساجد بكل من البليدة ووهران وعنابة وقسنطينة. وبعد أقل من أسبوع من انطلاق الحملة الوطنية التاسعة لجمع الزكاة، لا تزال وزارة الشؤون الدينية متخوفة، من تكرار نفس الأعمال ''المتطرفة''. وأمام هذا وجهت تعليمات إلى مديري الشؤون الدينية من أجل أخذ الحيطة والحذر، وإحباط أي محاولة للتعدي على مقدسات المسجد. وفي هذا الإطار، أكد المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية عدة فلاحي، في تصريح ل''الخبر''، بأن ''أعداء صندوق الزكاة هم من يقفون وراء أغلب عمليات السطو التي تستهدف المساجد''. وتابع ''إنهم يدفعون بأشخاص إلى الاعتداء على الصناديق حتى يفشل المشروع''. وتخص التوجيهات القيّم على المسجد والمؤذن من أجل الحرص على سلامة الصناديق وأمن وسلامة المسجد ومقدساته، خصوصا وأن الاعتداء على الصندوق لا يتعلق بالمبلغ في حد ذاته، بل بالفعل والتدنيس، كما تخص التعليمات بسحب المبالغ وصبها في الحساب الجاري بشكل دوري. واعتبر المتحدث بأن ''عمليات السطو تبقى محدودة، مقارنة بالعدد الهائل من الصناديق التي يتم تخصيصها للمصلين في المساجد''. وأكد بأن تعليمات وجهها الوزير بوعبد الله غلام الله إلى المديرين، من أجل حث المواطنين على إخراج الزكاة وإيداعها في الحسابات الجارية بكل ولاية، لكن الإشكال الذي يطرح نفسه، عدم توجه أغلب المزكين إلى مكاتب البريد، ''نظرا للمتاعب التي قدر تواجههم، بسبب الطوابير أو حتى الأمية''. وتتجه الوزارة، بحسب المتحدث، إلى التخلص تدريجيا من صناديق الزكاة، من خلال إنجاح عملية الإيداع في الحساب الجاري، وتأسيس مؤسسة خاصة بالزكاة قريبا. وبلغت القيمة المالية للحملة السابقة حدود 90 مليار سنتيم، وتعوّل الوزارة هذا العام على بلوغ100 مليار سنتيم. يشار إلى أن وزير الشؤون الدينية والأوقاف نفى في تصريح سابق، تعرض أموال الزكاة للتحويل عن مسارها، مؤكدا بأنه ''لا يمكن لها أن تسرق لأن الزكاة لا تجمع ولا توزع نقدا''، وإنما تتم العملية عبر حسابات جارية وتوزع على مستحقيها عن طريق صكوك بريدية أو حوالات. من جهة أخرى، اتهم عدد من الأئمة باختلاس أموال الزكاة وتبرعات المحسنين من أجل إتمام بناء المساجد، وأدين عدد منهم خصوصا في عنابة.