أعلنت مصادر نقابية في سيدي بوزيد، جنوب العاصمة التونسية، أن شابا ثانيا أقدم على الانتحار مساء أول أمس أمام مقر بلدية سيدي بوزيدالغربية، في وقت تحدثت الأنباء عن تجدد أعمال الشغب والمواجهات العنيفة بين الشرطة ومئات المتظاهرين في عدد من مدن المحافظة نفسها. وقال المسؤول النقابي في الاتحاد العام التونسي للشغل، علي زارعي، إن الشاب حسين ناجي (24 عاما) تسلق عمود كهرباء وهو يصرخ ''لا للبؤس، لا للبطالة''، قبل أن يصاب بصدمة كهربائية بسبب لمس الأسلاك الكهربائية عالية الضغط. ومن جهتها ذكرت وكالة الأنباء التونسية في بيان نشرته مساء الأربعاء أن الشاب لقي حتفه ''بعد سقوطه من أعلى عمود كهربائي''، وأنه ''تعرض إلى صعقة كهربائية بعد ملامسته أسلاكا بقوة 30 ألف فولت عند بلوغه أعلى العمود''. وأشارت الوكالة إلى أنه ''توفي في عين المكان، رغم محاولات إسعافه''، وأن النيابة العامة أذنت بفتح تحقيق في الحادث. وتترافق هذه الحادثة الثانية مع حالة توتر واحتجاجات دخلت يومها السادس يوم أمس، في المحافظة منذ إحراق شاب نفسه الجمعة الماضي، احتجاجا على حرمانه من بيع الخضر والفواكه بعربة. وقال عطية العثموني، الناطق باسم اللجنة الجهوية التي تم تشكيلها لمتابعة الأحداث بسيدي بوزيد، في تصريح لموقع الجزيرة نت، إن مسيرات جابت الأربعاء مدينتي الرقاب ومنزل بوزيان. وأضاف أن المشاركين في المسيرات طالبوا بإطلاق سراح كافة معتقلي الاحتجاجات الاجتماعية التي اندلعت الجمعة الماضي. ولم يكشف العثموني عن مآل الاتصالات مع ممثلي السلطات المحلية بشأن مطالب المتظاهرين، فيما يتعلق بالتحقيق في ملابسات إقدام الشاب محمد بوعزيزي على إحراق نفسه والمطالبة بالحق في التشغيل والتنمية في الجهة. وأعربت الفدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان عن ''قلقها الشديد'' من الوضع في تونس، بعد المظاهرات التي وقعت في سيدي بوزيد ودعت الحكومة إلى إطلاق سراح المعتقلين.